الأدوية خارج معادلة الأسعار المُتحرّكة؟!

الوحدة 12-2-2025

بعد عملية التحرير، مُجمل السلع التي كانت تعاني ارتفاعاً بالأسعار ووُصفت بغير المُبررة – بدأت تشهد عملية عكسية، وخاصة المواد التي تدخل في صلب الغذاء والحياة المعيشية للمواطن، حيث فقدت بعضها اليوم ٥٠٪ من ذلك السعر الوهمي الذي طرأ عليها نتيجة ارتفاع أسعار الدولار وتحكّم المستوردين جرّاء ذلك.
لكن الأهم من كل ذلك، والأمر الذي يؤرق الجميع هو الأدوية التي لا زالت أسعارها تضغط وتتربّع على أكتاف المرضى، الذين يتناولون ذلك الترياق وهم من كِبار السن المتقاعدين، ممن لديهم أمراض مُزمنة وهي شائعة جدّاً بين صفوفهم لعدّة أسباب أهمها: سوء التغذية والحالة النفسية التي رافقتهم لسنين طويلة، وكذلك عامل الكهولة.
فقد باتوا اليوم يتنقّلون من صرّاف إلى آخر بحثاً عن معاش هزيل ضائع بين الأوضاع الاقتصادية الصّعبة، وبين مغبّة النزول من القُرى البعيدة، لحجز مكان على رتل طويل خلف صرّافات قديمة تقدّم صورة لا تليق بهذه الأعمار من المتقاعدين..


وبالعودة إلى أسعار الأدوية، فقد كانت الأسعار (في السابق) تتكئ على أسعار الصّرف وصعوبة تأمين مستلزمات تلك العقاقير والمواد الأولية التي تدخل ضمن منظومة الدولار المفقود وكذلك الحصار الاقتصادي، وبالتالي حجّة الصيدليات كانت تقع على مندوبي المستودعات والكميات البسيطة التي يقدمونها لهم من عدّة شركات وطنية، لكن اليوم كل تلك الأغطية والأقنعة قد كُشفت وباتت الأوضاع أكثر انفتاحاً، تحديداً فيما يخص المواد الأولية وتشغيل معامل الأدوية، فلِما لم تتحرك الأسعار بشكل منطقي فترافق قليلاً باقي المواد الاستهلاكية نزولاً، أم أن أصحاب المعامل والمستودعات لم يأمنوا الأوضاع الاقتصادية بعد ويفضّلون التريّث قليلاً.. ننتظر؟!.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار