الأفوكــــــــــــــــــــــادو.. صيــــــدلية متكــــــاملة وريعــــــية جيـّــــــدة…. الأفوكادو: شجرة استوائية نجحت زراعتها في بيئتنا الساحلية فكيف نعتني بها ونستفيد من مزاياها الاقتصادية والصحية؟

العـــــدد 9392

الإثنـــــين 22 تموز 2019

 

الزبدية أو الأفوكاتة أو الأفوكادو أو البيرسيه الأمريكية من فصيلة الغاريان، موطنها الأصلي أمريكا الاستوائية، وهي ذات أوراق وزهرات صغيرة مائل لونها إلى الخضرة وثمرات لحمية خضراء أو أرجوانية.
بدأت زراعة الأفوكادو بالانتشار في سورية وازدادت أهميتها التجارية في أواخر القرن الماضي، بازدياد الغراس والثمار، وهذا دليل على ازدياد المعرفة بفوائد هذه الفاكهة ومن طرق تحضيرها حيث يقدر عدد أشجار الأفوكادو في سورية بـ (8900) شجرة تزرع في مناطق زراعة الحمضيات نفسها منها (6200) شجرة مثمرة في محافظة طرطوس.
تنمو الشجرة إلى ارتفاع (15) متراً ويتراوح طول أوراقها ما بين 12-45 سم وأما ألوان أزهارها فهي خضراء مصفرة عرض زهرتها 5-10 ميلمتر أما الثمرة فيتراوح شكلها بين المستدير إلى الكمثري ويتفاوت حجمها ولونها حسب الصنف من أخضر إلى أحمر إلى أسود طولها من (7-20 ) سم وتزن ما بين 100-1000 غ وتوجد بداخلها بذرة مركزية طولها (5-6) سم.
5 أصنـــــــــــاف
أما أصناف هذه الفاكهة فهي وكما يحدثنا رئيس دائرة زراعة جبلة المهندس أحمد محمد:
Hass وهو الصنف التصديري المطلوب في دول أوروبا.
Pinkerton وهو من الأصناف التي تتحمل التخزين.
Fuerte وهو من الأصناف الممتازة والمبكرة الإزهار.
Reed وهو من الأصناف المتأخرة.
أما الظروف المناخية المناسبة للأفوكادو فهي: الأنواع المدارية حيث تحتاج هذه الزراعة إلى مناخ خالٍ من الصقيع يرافقه هبوب رياح بسيطة، حيث أن الرياح العاتية تحد من الرطوبة وتجفف الزهور وتؤثر على التلقيح وبعض الفاكهة قد تسقط من الشجرة وتحد من إنتاجها حيث تنتشر زراعة هذا المحصول في المناطق المدارية وشبه المدارية.
شروط الزراعة
وعن شروط زراعة وخدمة الأفوكادو قال م. محمد: الأفوكادو شجرة كبيرة الحجم مجموعها الجذري سطحي يتأثر بالرياح تأثراً بالغاً لطراوة الأفرع وسهولة كسرها أهم شروط زراعتها:
* توفر مصدر رياح جيد قبل الشروع بالزراعة مع تجنب زراعتها في مناطق تتعرض لحرارة منخفضة شتاءً أو مرتفعة جداً صيفاً لكونها شجرة حساسة للملوحة.
ويفضل زراعة عدة أصناف في المزرعة الواحدة لتحسين نسبة العقد وذلك لاختلاف مواعيد نضج أعضاء التأنيث والتذكير في الزهرة الواحدة مع العلم بأن الزهرة تتفتح مرتين الأولى يكون فيها التاج ناضجاً والثانية تكون فيها الأسدية جاهزة لنثر حبوب اللقاح ويلعب النحل دوراً هاماً في التلقيح لذا يلزم تواجد النحل في موسم التزهير.
أما زراعتها فتتم بشتلات مطعمة وغالباً ما يتم إنتاجها من البذور بعد غسلها فور إخراجها من الثمار مع أفضلية نقع بالماء الدافئ لمدة (30) دقيقة.
وقد يزال جزء من قشرة قمة البذرة وتزرع بحيث يكون الجزء العريض لأسفل وقد لا تغطى قمة البذرة بالتربة تماماً ويتم التطعيم بعد شهر تقريباً من زراعة البذرة.
* وتتطلب الشجرة العناية بالري وعدم التعطيش وعدم التغريق وخاصة في السنوات الأولى من عمر النبات.
* طلاء ساقها بمحلول الحبر لحساسية الأشجار لأشعة الشمس كما لا يفضل مقاومة الحشائش بالتعزيق حتى لا تتضرر الجذور.
* كما وتحتاج الشجرة إلى التسميد المتوازن للحصول على محصول مناسب وذلك بإضافة السماد العضوي سنوياً سواء على سطح التربة ومن ثم تقليبه بالخربشة أو في خنادق مع الري بالتنقيط، كما يتم التسميد الصيفي مع بداية موسم النمو وبعد العقد وجمع المحصول بسماد آزوتي عند الري بالغمر بكمية تختلف حسب حجم الشجرة والإثمار ويقتصر تقليم الشجرة على تحديد ارتفاعها وفتح قلبها وإزالة النواشف والأفرع المتزاحمة.
كما ويتم جمع الثمار عند اكتمال نموها وقبل النضج باستخدام مقصين بجزء من العنق وتنقل بصناديق مبطنة حتى لا تخدش ثم يتم التوضيب والتعبئة اللازمة لها.
غير مكلفة
تبدأ زراعة الأفوكادو من (15) آذار حتى (30) نيسان للعروة الربيعية ومن (1) أيلول إلى (30) أيلول للعروة الخريفية، وأفضل أنواع الترب لزراعة الأفوكادو هي التربة الخفيفة سواء رملية أو طمية خالية من الأملاح ذات البيئة المعتدلة.
أما تكاليف زراعته فهي غير مكلفة مقارنة بغيره حيث التكلفة الأكبر في سعر الشتلة والزراعة، أما الباقي في تكاليف عادية يبدأ بالإنتاج في السنة الثالثة ويصل إلى أقصى إنتاج في السنة السادسة من الإنتاج ويحقق ربحاً.
موســـــــــــم القطاف
الأفوكادو فاكهة حرجة فهي لا تنضج على الشجرة إلا عقب سقوطها، لذلك الأفوكادو التي تستخدم في التجارة تقطف وهي خضراء جامدة ثم تحفظ في أجهزة التبريد في حرارة 3.3 إلى 5.6) درجة مئوية ولغاية وصولها إلى وجهتها النهائية، يمكن زراعتها كنبتة منزلية عن طريق بذورها ويمكن أن تنبت في التربة العادية كمعدل وسطي تعطي بعض الأشجار حوالي (500) كغ سنوياً وهي بعمر (18) عاماً ومن ناحية أخرى يأتي إنتاجها في فترة لا يوجد عند المزارع ما يعتمد عليه كمحصول ولكن على مستوى العالم فإنتاجنا المحلي ما يزال قليلاً من أجل التصدير يذهب قسم منه إلى مدينة حلب فهي فاكهة معروفة ومرغوبة وسعرها أفضل بالنسبة للمزارع وهناك كميات تذهب إلى الأردن عن طريق سورية ولكن ليس من إنتاجنا.
فوائد صحية
هذه الفاكهة من الثمار الغنية جداً بالفيتامينات وتستخدم كبديل عن اللحوم والسلطات وتعتبر طبيعية ذات مذاق مميز والأهم من هذا احتواؤها على (25) من المغذيات الضرورية ومن أهم الفيتامينات A-B-C-E-K والكالسيوم والنحاس والحديد والفوسفور، مغنيزيوم، بوتاسيوم، زنك، بالإضافة للألياف والبروتين والعديد من المواد الكيماوية النباتية المفيدة، وأثبتت الأبحاث أنها مفيدة جداً لغناها بفتيامين، B وحمض الفوليك اللذين يساعدان على تنظيم مستويات الحمض الأميني الذي يرتبط ارتفاعه مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، ويحتوي على فيتامين (E) وجلوتاثيون والدهون الأحادية غير المشبعة التي تساعد في صحة القلب كما يحتوي الأفوكادو على كمية كبيرة من اللوثين وهو واحد من المواد التي تقي من الإصابة بسرطان البروستات ومن إعتام عدسة العين وتلف الخلايا البصرية ويسهل الهضم وينشط الكبد ويساعد في تصريف الفضلات من الأمعاء ويقضي على الغازات ويسهم في تهدئة الأعصاب والتخلص من التوتر بالإضافة إلى احتوائه على مضادات الأكسدة التي تخفف من أعراض الشيخوخة المبكرة ويحتوي على خصائص مضادة للالتهاب بسبب وجود مركبات مثل البوليفنول، الفلافونوليدات ذات خصائص مضادة للالتهابات، كما يفيد في تعزيز الذكاء وخفض نسبة الكوليسترول وامتصاص المواد الغذائية.
زيت الأفوكادو ولبّه
يزيد نعومة الجلد، يساعد على علاج حب الشباب، يساعد على تقليل وتخفيف حروق أشعة الشمس، يقضي على القشرة إذ يساعد على الحد من ظهور قشرة الشعر في فروة الرأس ويغذي البشرة ويرطبها ويعالج مشكلة جفاف البشرة ويحارب علامات الشيخوخة والتقدم بالسن.
لب الأفوكادو: يستعمل اللب اللحمي الأصفر المائل إلى الخضرة إما طازجاً للسلطة وفاتح للشهية أو يستخدم كمعجون في ترطيب وتغذية علاج الجلد.
الآفات والأمراض
تصاب شجرة الأفوكادو بكثير من الأمراض والآفات ولكنها سهلة المقاومة هناك حشرات قشرية التي ينحصر ضررها في امتصاص العصارة النباتية وضعف الأشجار وتعد مقاومتها أحياناً مكلفة ويتم الرش بأخذ الزيوت المعدنية بمعدل (2%) مع إضافة المالايثون بمعدل (1,5) بالألف، وأيضاً ذبابة الفاكهة التي يجب مقاومتها قبل جني الثمار، حشرة التربس التي تسبب أضراراً كثيرة متمثلة في ضعف الأشجار وتشوه الأوراق وتنتشر في كاليفورنيا ومن الأمراض الفيروسية التي تصيب الشجرة التبقع الشمسي الذي يسبب خسارة كبيرة ولتحاشي هذا المرض يجب إجراء عمل اختبار دقيق للبراعم لتحاشي هذا المرض واستبعاد الأجزاء الملوثة لمنع انتشارها في البستان وتقليل الإصابة بإجراء التطعيم باللصق بالجذر.
أما بالنسبة لمرض الذبول فيمكن تجنبه بعدم زراعة محاصيل معروفة بالإصابة مثل البندورة والباذنجان بجوار شجرة الأفوكادو وأخيراً النيماتودا: وهي مرض من أخطر أمراض التربة المؤثرة على نمو النبات لذا يجب التحليل المستمر مع بداية الموسم للجذور والتربة المحيطة به وتجنب وصولها مع الأسمدة غير الكاملة التحلل والعلاج الضرورة مع اتخاذ كافة محاذير العلاج بالمبيدات.
وأخيراً
تعتبر الأفوكادو من الأشجار الاقتصادية المهمة على مستوى نظراً لقيمتها الغذائية المرتقعة ودخولها في الكثير من الصناعات الغذائية والدوائية ومستحضرات التجميل والتوسع في زراعتها يمكن أن تصبح من أهم الفاكهة التصديرية.
ونتمنى لما تقدم من فوائد المساعدة في توفير شتلات للأصناف التصديرية منها بعد التعرف على أذواق المستهلك وطرق تداولها بالأسواق وخصوصاً ظروفنا البيئية ملائمة لإنتاجها.

غانة عجيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار