أثــــر .. مشـــروع لتنمية شخصيـــة اليافعـــين وتأهيلهم لدخــــول ســـوق العمل

العـــــدد 9392

الإثنـــــين 22 تموز 2019

 

مشاريع لا تنتهي ونشاطات لا تنضب عند جمعية المقعدين وأصدقائهم، فكما للحجر ترميم وبناء كذلك للبشر واليافعين خصوصاً من الأهل والمجتمع، حيث كان لهم النصيب بمشروع (أثر) الذي ينهض بهم وينتشلهم من سواد الحرب التي نالت من نفوسهم وكادت تحجب شمس مستقبلهم.

صفاء غالية، مديرة مشروع (أثر) خريجة تربية وتدريب إدارة مشاريع أشارت بداية إلى أن الجمعية تقوم بمشروع (أثر) بتمويل من اليونيسف، حالياً مشروع (أثر) لنماء وتنمية اليافعين يستهدف الفئات العمرية من (10- 24) سنة مكمل لدور المدرسة ويشتغل على شخصية الطفل، البرنامج الأول فيه هو لمهارات الحياة والتي تشتغل على بناء الشخصية سواء للطفل أو اليافع هو للأعمار (10-20) سنة كيف يتعامل ويتعلم من مشاكله؟ القضايا اليومية التي تواجهه، كيف يصل لهدفه وكيف يحقق حلمه؟ الصعوبات التي يعانيها كيف يتعامل معها، شخصيته مع زملائه في المدرسة ومع أهله كل هذه القصص التي ليست موجودة في المدرسة، وليس دائماً عند الأهل يوجد الوعي الكافي ليوصلوها للطفل لذا كان هدفنا الأساسي أن ننمي ونبني شخصية الطفل والذي يساعد على تنمية المهارات أن نكمله بالرياضة والمهن إذ لدينا برامج رياضية يخضع لها الطفل وبرنامج لغات بالنسبة لليافعين فوق عمر 15سنة لدينا لهم المهن بالإضافة لتنمية سلوكهم العقلي وتمكينهم لينالوا شهادات كمبيوتر ودورات خياطة ودورات اختصاصية مثل الأوتوكار واللغات المتقدمة كل ما يمكن أن يؤهلهم لدخول سوق العمل فهم طلاب وكانت الحرب قد أضعفت قواهم وإمكانياتهم، لنحاول أن نهيئ هؤلاء الشباب ليدخلوا سوق العمل، فهم يتقدمون لوظيفة يطلبون فيها لغات وشهادات اختصاصية نحن نقوم بهذه القصص وبتكلفتنا الخاصة بالإضافة إلى مهارات الحياة التي نعمل بها، هدفنا هو في النهاية تنمية أفراد المجتمع، الطفل واليافع فيهم لتكون الشخصية القوية تسوده ويكون قادراً أن يقود أقرانه في المكان الذي يتواجد ويحل فيه حتى يصل طريق النجاح وبالنهاية نحن نبني هذا البلد الذي كلنا هدفنا الآن الترميم لنرجع أقوى وأشد ونصل للمكان الذي نطمح إليه.

لدينا ثلاثة مراكز نشرف عليها: المركز الأول في منطقة الحمام وفيه فريق جوال تابع لمنطقة الحمام يقصد ريف الحفة والمركز الثاني في جبلة ويستهدف مدينة جبلة وفريقه الجوال يستهدف ريف جبلة والمركز الآخر في القرداحة يستهدفها بشكل كامل أما البرنامج بأكمله يستهدف 3000يافع ويافعة، وهو مستمر لشهر آذار وكان قد بدأ من شهر آذار، والأعداد التي تتوافد علينا من اطفال واليافعين في ازدياد ونحن نشتغل مع معاهد خاصة ويوجد كادر كامل سواء في المجال المهني أو الرياضي أو مهارات الحياة كل ما لدينا هو في خطط وتشكيلات لمساعدتهم والأخذ بيدهم ليصل هدفهم وبر الأمان ولدينا في الكادر التدريبي ما يزيد على 150 مدرباً بين مهني ورياضي ومهارات الحياة وأنا مسؤولة عن المشروع في الإرشاد والتوجيه والتنفيذ.
الصعوبات لم تأت غير عند الفرق الجوالة، والتي تستهدف القرى الصغيرة والفقيرة فهم مضطرون لتأمين المكان المناسب وإلا لدينا مراكز ثابتة، لكن الذي لا يستطيع الوصول إلينا في المركز يمكننا قصد مكانه، لكن لا بد من صعوبات فإذا لم توجد المدرسة أو المكان فذلك يشكل العبء الكبير ونقصد الوحدة الإرشادية بقاعات صغيرة لنؤهل شبابها ونستوعب الجميع ونحاول أن نلم بالكل ونخدم أهل المنطقة حتى أحياناً نحتاج لأساتذة لغات نبحث عنهم في البيئة ذاتها ليساعدونا في غايتنا كما نكون قد أمنّا لهم فرصة عمل حيث نأتي بهم ونؤهلهم، ندربهم ليعملوا معنا ويستنفعوا من وجودنا معهم ويكون لهم العمل والأجر.

أما كيف يعلمون بوجودنا والفرق الجوالة من انتشارنا على صفحتنا على الفيس بمشروع أثر موجودة على الفيس وفي هذه الفترة نعتمد إعلامياً على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أننا في المراكز نقوم بالاختلاط وبناء علاقات شخصية ونزلنا إعلانات في عدة جهات، مثلاً لما فتح المركز في الحمام ذهبنا إلى المختار، أما في القرى قصدنا البلديات لنشرح لهم المشروع وهدفه وهم يساندوننا فكان لنا تواجد وحضور ليكون إقبالاً وافراً وأحياناً يزيد ونحن نزيد أوقات دوامنا وخارج هذه الأوقات لاستيعاب كل الأعداد التي تأتينا، إذ الدوام ثابت من التاسعة وحتى الرابعة لكن في بعض الأحيان نضطر لنبقى لأكثر من الخامسة نحاول أن نخدم أي منطقة نتواجد فيها وحتى المناطق التي نختارها، وكنا قد اخترنا الحمام لأنها منطقة شعبية وفيها كثير من الناس بحاجة لهذه الخدمات.
نستهدف الصغار (10-24) سنة وكل ما يطلبونه ويحتاجونه من دورات يجدونه لدينا، تبدأ الدورة كلما اكتمل عدد الأولاد (12-15) يافعاً ولو لم تكن موجودة في خططنا حتى أننا نلجأ في بعض الأحيان إلى المعاهد و المراكز حيث يوزعون حسب الفئات العمرية من ( 10-12) ومن (12-15) وبعدها إلى 24، ولدينا والحمد لله الإمكانيات ونخلقها لأجلهم لنصل بهم إلى الهدف الذي يبغونه لمستقبلهم.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار