سورية تنبض من جديد

الوحدة:19-1-2025

رسالتنا مهمة لكل فرد التعايش في مجتمع تسوده المحبة والتآخي لخلق حياة وتاريخ جديدين لسورية.
التقينا الدكتور غسان عبد الله الباحث في علم التاريخ حدثنا قائلاً:
كان لابد من اهتمام السوريين القدماء بالقضايا الإنسانية الأولى من نوعها في العالم، فلم يرضوا الظلم لأحد ونادوا بحرية الجماهير المسحوقة وبحق الفقراء واليتامى، نادوا بحرية الإنسان من عبودية رجال المعبد ورجال الحكم، فكان المصلح الاجتماعي السوري ” أوركاجينا” ..أو إنماجينا.. وهو أول مصلح اجتماعي وأول ثائر في التاريخ الإنساني استشهد في سبيل حياة الشعوب الإنسانية..
هذه الحضارة السورية التي لا غروب لشمسها عشقت العلم والفكر والحرية وقدمت للبشرية الأدب السوري “الميثيولوجيا، وقدمت ملحمة جلجامش التي كرست قيم الصداقة والوفاء والإخلاص، وكانت مصدر إلهام لمختلف الأدباء في العالم، وقدموا أسطورة أدونيس وعشتار آلهة الخصب والعطاء والجمال التي شرحت التصور البشري الأولي لدورة الفصول متمثلة أدونيس بالطبيعة التي تموت في فصل الخريف وتعيدها عشتار الخصب في فصل الربيع إلى الحياة والتجدد..
إن بين أضلع السوريين نفوساً عصية على الفناء، وهذه النفوس هي كفيلة بإعادة بناء سورية من جديد بعد الانتصار وهروب النظام البائد.
لقد اجتمع السوريون في كل الجغرافية السورية على شيء واحد وهو سورية لكل السوريين، وتسارعت اللقاءات بين الأفراد من كل الطوائف والاثنيات لتعزز من لقاءاتها ومحبتها وانصهارها مع بعضها، وتجلت محبة السوريين لبعضهم البعض بالتفاف الجميع حول قيادة سورية الجديدة والمباركة والتأييد والوقوف جميعاً جنباً إلى جنب، وتشابكت الأيدي لمنع ضعاف النفوس والفاسدين الذين توقعوا أن تنفلت زمام الأمور وتعم الفوضى ليستمر فسادهم وثراؤهم وإجرامهم بحق الناس، وإن الأبواق التي نادت بالطائفية واستمرار الاقتتال التي ظهرت هنا وهناك ما حققت شيئاً إلا تماسك الشعب والتأكيد على الوحدة الوطنية وأن الأسرة السورية تجمع كل السوريين على المحبة والإخاء وحماية السلم الأهلي..
إننا مطالبون اليوم أن تتشابك أيادي الجميع في الأرياف والمدن وكل البلدات، لنشكل سواراً يحمي بلدنا ونبني سورية الجديدة حجراً فوق حجر وأملاً فوق أمل.
دولة بقدم التاريخ عصية على الفناء.
* الأستاذ أحمد داؤد مدير جمعية الشراع للثقافة والإبداع:
لأننا في زمن ليس ككل الأزمنة التي مرت على كاهلنا.. زمن تعددت به أسباب التحول المفاجئ من جهل أو لنقل تسيب الأمكنة والمصطلحات الحياتية وظهور فقاعات غوغائية، كان لابد من انقلاب جذري نحو الأفضل.. نحو عالم جديد، نحو مستقبل لشعب لا يعرف الهزيمة، لا يعرف الانكسار.. وطن برمّته يحمل ذات الجرح ويحلم نفس الحلم ويتأمل نفس التأمل.. وطن خُلق ليكون سيد الأوطان، من هنا لابد لنا من نشر ثقافة الوعي والوعي المُركز نحو حياة كريمة حرة آمنة، وللأمانة لابد من الإشارة إلى أن سورية برمتها مكون واحد وطائفة واحدة مذ كوّنها الله وألبسها لغة المحبة والجمال كانت وستبقى رمزاً من رموز العيش المشترك والهمّ المشترك، فلا فرق بين طائفة أو أخرى من حيث المناطقية والتعددية والانتماء الديني.. الدين لله والوطن للجميع.
سورية مستمرة في صنع مركزيتها ومستقبلها، مستمرة في حياتها وألفتها ومحبتها مهما كبُرت الصعاب وكانت المهام جساماً جداً.
مستمرة في صنع حضارة جديدة ذات عناوين ظاهرة للعلن شعب يريد أن يعيش بأمن وسلام،
تحيا سورية حرة أبية.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار