الوحدة 18-1-2025
كانت غلطة ونادمة عليها، لكن رميت حجرة في بئر مسابقة الكاش احتجت مئة وسيلة لانتشالها.
أنا بطبعي لا أحب المسابقات ولم أشترك بها يوماً، لأنها تعتمد المراهنات وتقوم على علم الاحتمالات، وتختتم دائماً بعبارة “مع تمنياتنا بحظ أوفر”، لكن عندما أرسلت مسابقة كاش رسالتها وضربت ضربتها، زاغت عيناي أمام رقم الثلاثين مليوناً التي تلوح بها، وهو رقم ثلثه ينقذني من مأزق مدفوعات مستحقة، ولست بحاجة للتفكير والتدبير عن طريقة إنفاقي لباقي المبلغ، فلن أضل سبيلاً إلى ذلك!. وبدأت رحلة الأسئلة، رأسي صغير مثقل بالهموم لا يحتمل، والرسوم اليومية التي تقتطع كمنشار مبلغاً من رصيدي كانت تثير اشمئزازي، لدرجة أنّي قمت بحظر الرقم 1090 الذي كانت ترد رسائل مسابقة كاش عليه. وزاد الطين بلّة أنّ أحداّ لم يسعفني بإلغاء الاشتراك بهذه المسابقة، وكأنّه قدر نافذ، حتى “جوجل” تنصّل من المهمة وللنكاية، دلني على ثلاث طرق فشلت جميعها، أولها: إرسال رسالة إلى 1080 تتضمن حرف الغين المنصّص بقوسين”غ” كناية عن الإلغاء، وقد أرسلت بدل الواحدة ثلاث دون جدوى، وثانيها: الاتصال على ١١١ وكأنّك يا أبا زيد ما اتصلت، وثالثها: تحميل تطبيق أقرب إليك والدخول إلى اشتراكاتي وإيقاف الاشتراك، وحتى هذا التطبيق تعنّت واستكبر تسجيل الدخول حتى إنّي استشرت صاحب أحد مراكز خدمة موبايل، ليخبرني إنّه لا مفر من زيارة مقر شركة سيرياتيل في أوقات الدوام والانتظار في زحام الدور زمناً حتى تلغي عاملة الكونتوار الاشتراك بهذه المسابقة، فتأمّل يا رعاك الله.
غير أنّه وكما حدث مع راعي أغنام “بابللو كويلو” في رائعته “الخيميائي”، كان الكنز الذي ظنّه في مصر وقطع من إسبانيا إلى أهرامات مصر بحثاً عنه مدفوناً تحت الشجرة التي تكرر مشاهدة حلمه وهو نائم تحتها عدّة سنوات في إسبانيا، أمّا أنا فقد عدت للرسائل المحظورة فوجدتها مثلما تضمنت طلب الاشتراك حملت على متنها رمز الإلغاء، وكان الرقم “صفراً”، وتم الإلغاء بنجاح، واستغنيت عن الكنز، والثلاثين مليوناً.
خديجة معلا