العدد: 9390
18-7-2019
تعبت خطاي، وتساقطت أوراق العمر، وطال بي النزيف..
أيّها العمر الذي توارى في اختناقات الحناجر، لقد حرقت أيّامي على نار الوعود الكاذبة فأعدني إلى ما مضي ولو حجراً، فلقد نمت في جسدي ضلوع نازفة، تبللّها جفون ماطرة، وطلّ صوتي مهاجراً في ارتعاشات الدروب.
****
يا أيّتها الأرض، تموجي في مخاض متعب، وأدخليني برد الأحزان، ودعيني ألغو بنزيف الحلم، همومي جوفاء، يمضي بها نهر من وجع وضباب، وما عاد يؤنسني همس الصفصاف، وما عاد يسامرني قمر الخضراء.
أنا مخلوق طاعن في الخيبات، وأريد أن يمضي بي جنوني إلى حيث الحرائق في دمي..
****
يا أيتها الأرض التي أحببتها، أشعلت في فمي القصيدة فاستقامت مطلعاً وقوافي، وأتيتك حافياً أحبو إلى ترابك مثلما يحبو الصغير لثدي مرضعه.
فخطيّ درب أوجاعي، فإنك نبض هذا القلب، واتّكئي على أجفان خاصرتي، فهذا الدمع يدهمني، ورأيتني أستعيذ بك منك وأمضي في ابتهالاتي، وأهتف أهتف ملء هذي الريح: يا ريح الشمال قفي، وأمّا شئت فانسفحي اغتراباً، إنني لأكاد أسمع حشرجات النزف يدهمها السعال.
****
يا أيّتها الأرض، حالي .. كحال الجائعين يواعدون رغيفهم، ومرارة الشكوى تهوّم في هشيم الروح، ويكاد يقتلها السؤال.
****
يا أيّتها الأرض التي أحببت جدائلها، هل لي أفيض إلى حناياك، وأجيء من غيب الطفولة كالنهار؟
إني أتيتك حاملاً وجعي، فهل من طارق يسعى ببابي؟ فنهنهي.. أحلامي الكبرى يواعدها الردى.
****
يا أيّتها الأرض، ماعدت أعرف من أين يبتدئ العويل! هذي الرزايا أمطرتني سكبها ودمي يصلصل في دروب أقفرت من خطوها ورأيت أنني صرت كما قيل: (موجع يشكو إلى موجع).
سيف الدين راعي