العدد: 9284
4-2-2019
لمحت طفلة صغيرة تبكي والوقت مساء، كنت متجهة إلى بيتي وهي تصرخ وتنادي ماما ماما، لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات اقتربت منها وإذ بتكسي تقف يناديها السائق: (تعالي بدك الماما) وهنا استوقفني الأمر نظرات إليه وقلت بصوت عالٍ: أهي ابنتك؟ لكنه لم يردّ وتابع حين رآني أمسكت بيد الطفلة وبدأت أكلمها، وإذا بشاب يقترب، قال: أنه يعرف بيتها، لكني لم أثق به هو الآخر أمسكها بيديها فتابعت السير معه ويد الطفلة الأخرى بيدي إلى أن وصلنا إلى بيت أرضي، خرجت امرأة تحمل طفلاً دنت من الطفلة وصفعتها كفاً على وجهها ليزداد صراخ الطفلة.
قلت: لماذا تضربينها؟ ردّت: لأنها تبكي قلت: لولا وجودي مصادفة بالشارع مع إخوتها، ودون أن تشكرني أن يظهر عليها شيئاً من خوف عدت أدراجي متأففة من تصرف بعض الأهالي الذين لا يهتمون بأطفالهم خاصة وأن حالة الخطف مستمرة هنا في اللاذقية.
وكثير من التصرفات العشوائية ألمسها بين الأهالي قد تودي بأبنائهم إلى الهلاك، ليتهم يعون مسؤوليتهم ويهتمون بأبنائهم فلذة أكبادهم.
عزيزتي المرأة إن لم يكن لديك جلد على تربية الأولاد فلماذا تنجبين؟
لقد غزت التكنولوجيا بيوتنا فالغسالة والمكنسة والبراد والمكرويف والمكواة والغاز وكل شيء كنت تغسلين على الحطب أو على البابور بشخيره العالي وكنت تنقلين الماء من مسافة بعيدة وتعجنين وتخبزين صار الخبز متوفراً بين يديك حتى الطعام واللباس وكل الاختراعات من أجل راحتك حتى حفاضات الأطفال إذ كنت تغسلين في كل يوم.
وهذه الراحة تدعوك للتلطف بطفلك والاهتمام به أم أنك بحاجة إلى من ينبهك ويشد على يديك، الطفل أمانة مودعة بين يدي الأهل خاصة الأم لأنها الأقرب إليه.
وحيدة منى