طاقات شــابة ..مشــاريع إن أبصرت النور سـتكون المســتقبل المرجــو

العدد: 9388

الثلاثاء16-7-2019

 

بعد أن شارفت الحرب الكونية على سورية بالزوال وانتصرت سورية قيادةً وجيشاً وشعباً بدأت مرحلة إعادة الأعمار التي نواتها فئة الشباب والعقول الناهضة، فالمستقبل يحتاج إلى عقول شابة تغار على مصلحة الوطن وتطلق أفكاراً وخططاً متجددة تلائم المستقبل وتحاكي الدول المتقدمة لذلك فقد قدم مجموعة من الشباب من كلية الهندسة عدداً من المشاريع التي تخدم مرحلة الإعمار، ولا تشكل عبئاً مادياً على الدولة في معرض شارك فيه عدد من المؤسسات والشركات الخدمية.

صحيفة الوحدة زارت المعرض والتقت مع الطلاب المشاركين والشركات المشاركة في المعرض فكانت البداية مع المهندس الإنشائي زين الدين شريفي قدم شرحاً عن مشروعه حيث قال:
المشروع عبارة عن بناء برجين توءمين يبعدان عن بعضهما عشرة أمتار مضادين للزلازل، يتألف كل برج من كتلة عالية وكتلة منخفضة، العالية ارتفاعها 14 طابقاً، آخر أربعة طوابق متصلة ببلاطة معلقة وكل بلاطة يحملها جائزان طولهما 10 أمتار وارتفاعهما 10 أمتار يعالج المشروع آلية حركة المباني في حالة الزلالة وتأثير المباني على بعضها تم الوصول إلى نتائج أن كل برج يتعرض للزلزال بوقت أبكر من الآخر وتم تصميم عناصر لا تواجهها في أي منشأة مثل الجوائز المتعرضة لعزم وشدّ وضغط بالإضافة لوجود فاصل زلزالي في الكتلة العالية والكتلة المنخفضة وفي كل كتلة نمط مختلف من الجملة الإنشائية المقاومة للزلازل، وهذا المشروع يخدم مرحلة إعادة الإعمار لأنه بإمكانيات قليلة جداً ومن السهل تنفيذ هذا المشروع في سورية عدا عن أن بناءه حضاري جميل ويتحمل أقوى زلزال في اللاذقية.
والتقينا المهندس أحمد محمود موسى طالب سنة أولى دراسات عليا هندسة المواصلات والنقل فقال: المشروع الذي قدمته هو مشروع تقييم التقاطعات المنظمة بإشارات ضوئية باستخدام البرنامج الألماني LICA+ هذا البرنامج هو محاكاة للواقع المروري ويدرس حركة التقاطعات الموجودة ثم تطبيق تجربة على تقاطع في محافظة طرطوس حيث تم الاطلاع على البيانات المرورية لهذا التقاطع، وتبين أن واقع الخدمة متدن، فالحاجة هي ما دفعت الطالب محمود لتصميم إشارات ضوئية بالأطوار المتعددة لها وكانت النتيجة مخطط بثلاثة أطوار: طور للشارع الرئيسي بالذراع الشمالي وطور بالذراع الجنوبي وطور للشارع الثانوي وظهر أن التقاطع خطير جداً فتم اقتراح مجموعة من الحلول من خلال مشروعه ذلك بإنشاء جسر أو نفق ما قلل عدد نقاط التعارض لنصف القيمة كما قلل من الاختناقات المرورية…
تم اقتراحه كمشروع حالياً ما أن تمت الموافقة عليه يتم دراسة الجدول الاقتصادي له.
وكان لنا لقاء مع المهندس علي ونوس طالب ماجستير سنة أولى هندسة إنشائية فقال: مشروعه هو عبارة عن برج توءم تجاري أخذ شكل المبنيين إشارة النصر لسورية على الإرهاب، الكتلتان يميلان بزاوية 50,8 وارتفاع كل بناء 20 طابقاً يصل المبنيان جسر على ارتفاع الطابق العاشر والحادي عشر ويحوي المشروع قبواً يمثل كراجاً، وأضاف ونوس أنه تم إنشاء هذا المشروع كبناء مضاد للزلازل وتم تقدير الزمن والكلفة لإتمام هذا المشروع بما لا يشكل عبئاً على الدولة في مرحلة إعادة الإعمار وتم تصميم المشروع بآلية متطورة حيث يمكن لأي شخص التجول في البناء كأي لعبة الكترونية.
كما توقفنا عند مشروع المهندس محمود مروان أحمد قسم الهندسة المائية والري حيث تحدث عن مشروعه فقال: المشروع هو تجفيف أقبية فندق الشيراتون في طرطوس حيث كانت مخططات تنفيذه من عام 2007-2008 فالأقبية غير صالحة للاستخدام بسبب وجود مياه جوفية وارتفاع مناسيبها والفندق يحوي ثلاثة أقبية فتمت معاينة الموقع واقتراح حلول وقدم كلفة النصف ما قبل الأزمة أي 12 مليون ليرة، وهذا المشروع يساعد في إعادة الإعمار ففي الرقة مثلاً هناك ارتفاع مناسيب المياه الجوفية، فعند معالجة هذه الحالة تعود الزراعة ويرتفع الاقتصاد الزراعي في المنطقة. لأن زيادة منسوب المياه الجوفية يضر بالزراعة كثيراً.
في سياق متصل التقينا المهندسة براءة عليا مهندسة في قسم المائية والري فتحدثت عن مشروعها قائلة: المشروع هو دراسة هيدرولوجية وهيدروليكية لطريق، فالمشكلة كانت أن العبّارات مكسورة نتيجة مرور غزارة أكبر من الغزارة التصميمية لها مما أدى لتكسّر العبّارات وانهيار أجزاء من الطريق فكان الحل هو إعادة الدراسة الهيدرولوجية وحساب الغزارة من جديد بالاعتماد على محطة 16 تشرين بالإضافة لبرنامج JIS الذي يرسم المجاري المائية، ويحدد نقاط التقاطع مع الطريق والموقع العبّارة ففي الموقع هناك خمس عبّارات فقط، أما الدراسة التي أجريت يجب أن يوضع 14 عبارة وتحسب الغزارة حيث يعطي قطر العبّارة وثم فتحه وفي مرحلة إعادة الإعمار هناك طرق كثيرة تدمّرت في سورية بسبب الحرب والطرق التي سيتم بناؤه يحتاج إلى عبّارة التأكيد.
المهندسة سمر ياسين هندسة جيوتكنيك تحدثت عن مشروعها قائلة: المشروع عبارة عن مقارنة بين الجدران الاستنادية التقليدية والجدران المدّعمة الجيوتكستيل، وهي عبارة عن واجهة حجرية وراؤها تربة مرصوصة وتمد شرائح جيوتكستيل مما يزيد مقاومة التربة، كما أنّ هناك دراسة برامترية لهذا الجدار لمعرفة التصميم الأمثل لهذا الجدار لمعرفة التغيير والتباعد بين الشرائح وتأثيره، فعندما نغيّر التباعد تقلّ عوامل الأمان لكن القوة الكامنة في الشرائح تساعد في تثبيت الجدار وهناك دراسة لطول الشرائح، فعندما يزداد طولها تقلّ قوتها إضافة لصلابة الشرائح كما وتم وضع جدوى اقتصادية تبيّن أن الجدار المدّعم بالجيوتكستيل أرخص من الجدار البيتوني التقليدي.
وقدّمت الطالبة قمر حسنة طالبة هندسة الكهرباء مشروع smart home من خلاله يتم التحكم بتجهيزات المنزل عن طريق الأنترنت عن بعد، حيث استخدمت عناصر حساسات وشريحة (واي فاي) أي في حال حدث أي حركة في المنزل يتم إرسال إشارات على الموقع المصمم على الهاتف المحمول وفائدة هذا المشروع أيضاً بالتحكم بالمنزل عن بعد كإطفاء الإنارة والغسالة وأي جهاز في المنزل ومن الممكن إضافة تقنيات جديدة كإنذار الحريق مثلاً.
إضافة إلى مشروع قدّمته طالبة من كلية الهندسة المدنية اختصاص بيئة لتقييم أداء محطة تنقية مياه الشرب في نبع السن بدأ العمل بتقييم الأثر البيئي للمنطقة وأثر التلوث على النبع وتأمين درجة حماية جيدة لها ومعرفة فعالية الموشحات وعملية الغسل فربع ساعة ليس كاف لتنقية المياه أي يجب زيادة الوقت أكثر من نصف ساعة أقل مدة ويجب أن تزداد المدة في فصل الشتاء، والقسم الأخير من المشروع هو الاستفادة من الماء الناتج عن الغسيل فالإمكان ترسيب المياه لمدة ساعة والاستفادة منها في الدورة المغلقة لغسيل الموشحات أو في الزراعة لأنها كمية كبيرة جداً.
الطالبة سارة أسعد قسم بيئة: فكرة المشروع هو إدارة الأنقاض الناتجة عن الكوارث والأزمات وكانت التجربة في مدينة حمص فالأنقاض من قبل الأزمة كانت بكمية قليلة أما بعد الأزمة أصبح هناك مكبان في حمص دون أن معالجة للإنقاذ فمن خلال هذا المشروع يمكن حساب كمية الأنقاض في كل منطقة وتكلفتها وكيفية معالجتها ففي الخالدية في حمص تمّ تجديد التجمعات السكنية فيها وحصلنا على عدد الأبنية في الخالدية لها، فحجم الأنقاض في بناء واحد بعدد الأبنية كلها يعطي حجم الأنقاض، الموجودة في المنطقة وكلفة معالجة المتر المكعب في محطة المعالجة هو 3000 آلاف ليرة في هذا الوقت فتمّ اقتراح محطة معالجة واحدة بإنتاجية 500 م3 في اليوم أو محطتين كل واحدة منهم بإنتاجية 500 م3 في اليوم لذلك فالخالدية بوجود محطتين تحتاج سبع سنوات ونصف لإعادة ترميمها وتمّ إدخال معايير لإنشاء هذه المحطة من حيث المكان والتلوث.
كما وشارك في المعرض شركة assas حيث تحدث المهندس جابر داؤود عن هذه التجربة قائلاً: هناك ثلاث فعاليات تقدمها الشركة منصة عمل والتي تستهدف المهندسين والزائرين للمعرض ممن هم مهندسون حديثو التخرج أم لديهم خبرات عمل سابقة والهدف منها تجميع الموارد البشرية المحلية لأن الشركة تؤمن بالطاقات والمنتج المحلي كي يشارك في المشاريع التي تعمل الشركة على تنفيذها وقد تكون لديهم فرصة عمل مستقبلية في الشركة، الفكرة من هذه التجربة هو التعرف على طاقات المجتمع المحلي وكيفية استثمارها، وبالنسبة لمنصة التطوير فتقدّم الشركة تجارب عملية سواء التجربة الميدانية أو استخدام تقنيات الحاسوب وأخيراً منصة مبادرة إعادة الإعمار فقد استهدفت كافة شرائح الزائرين للمعرض وهي أخذ مقترحات إضافية تساهم بإعادة الإعمار من خلال المشاريع المطروحة ولو كانت نظرية…
كما والتقينا ممثل شركة الإنشاء والتعمير فقال: تمّ عرض بعض المشاريع التي نفذتها الشركة وتساعد في إعادة الإعمار كمساكن وأكواخ وغرف سيرتيل وتمّ عرض منتجات لمعمل يعدّ أول معمل للشرق الأوسط لقص بلازما ينتج منه مقاطع ip hp للهنغارات مسبقة الصنع فبدل أن نشتريها تقوم الشركة بصنع احتياجاتها والبيع منها أيضاً وتم عرض مجمّع تنموي (عرب الملك) مدينة متكاملة أغلبه منفذ وشبه قابل للانتهاء والشركة مستعدة لتبني أي مشروع يساعد الشركة في إعادة الإعمار طبعاً ما يخص مخالها لأن الشركات لديها قانون ربح وخسارة فهناك شروط لتبني أي مشروع أي لا يؤثر على الربح.
د. عمر الخليل مشارك في المعرض قال: بالنسبة للشركات أو الجهات التي قد تدعم المشاريع فمن الممكن دعم فكرة إطلاق حملة دعوة لتجميع صور وفديوهات التقطت لمواقع أثرية سابقة من قبل سياح زاروا سورية ممكن دعمها عن طريق صنع موقع انترنت أو قاعدة بيانات ويجب العمل على توثيق الآثار التي لم تتضرر نتيجة الحرب وبالنسبة لتبني بعض المشاريع أي ما يخدم إعادة الإعمار فالشركات التي حضرت المعرض هي من القطاع العام أي لا يجب أن ننظر بمنظور الربح والخسارة وإنما بما يغير ويخدم مرحلة إعادة الإعمار وختاماً هذه المشاريع المهمة لن تبصر النور ما إن تبنتها شركات معنية بالأمر.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار