الوحدة: 5-12-12024
الرسم فن لا يجيده إلا من ارتقى خياله، ومن وسع أفقه، ومن له عين باصرة، وقلب نافذ. الرسم موهبة يثقلها العمل، ويبدع فيها من أحبها.
فنانة تشكيلية لبنانية من مواليد الكويت، شدّتها الألوان من خلال والدِها الفنان التشكيلي الراحل الذي مهّد لها الطريق للسير، بشغف، في عالم اللون، والضوء، والدهشة..
الفنانة التشكيلية ليلي قازان صاحبة التجربة الطويلة في عالم التشكيل، والأعمال التجريدية، وفن البورتريه، والمعارض، وإنشاء التصاميم الفنية المبتكرة بالاعتماد على الحجر والزجاج والطين والمعادن، فنانة لها حضورُها التشكيلي، وأعمالُها متوزّعة في عددٍ من عواصم العالم، ومنها سورية التي أقامت فيها معارض، وجَالت في ربوعِها، وهي فنانة، حين ترسم، يغيب عنها الزمان، والمكان، والوجوه، وتبحر في عالمها السحري.
الفنانة ليلي قازان كانت في ضيافة جريدة الوحدة، وكان هذا الحوار:
*ماالذي شدّك إلى عالمِ اللون. ومتى؟
شدّني إلى الألوان أبي، فأنا ابنة رسام أيضاً، منذ أن كنت صغيرة وأنا بعمر الخمس سنوات كانت لعبتي المفضّلة دمجُ الألوان مع بعضها.
أبي طبعاً هو الذي شجّعني على الرسم، لقد اكتشف موهبتي وأنا صغيرة، ووجّهني إلى الرسم، وقد أدخلني في مدرسة تهتمّ كثيراً في هذا الجانب، وكانت هي المادة الأساسية بالنسبة لي.
وبعد ذلك أكملت دراستي في الفن التشكيلي، وكان لي كذا أستاذ مميز غير أبي.
*ماهي المفردات، أو المقوّمات، أو الأساسيات التي لا بدّ مِن اعتمادِها كركائز انطلاق مِن قِبل أيّ فنان تشكيلي، ليشقَّ طريقَه في هذا العالم بثقة ونجاح؟
مقومات الفنان التشكيلي الناجح هي أساس متين لبناء مسيرة فنية ناجحة، وإليك بعضُ أهمّ هذه المقومات:
الموهبة والإبداع: هي الشرارة الأولى التي تشعل الحماس لدى الفنان، وتجعله قادراً على رؤية العالم من زاوية مختلفة، والتعبير عنها بشكل فريد.
الحب الشديد للفن: هذا الحب هو الوقود الذي يدفع الفنان إلى الاستمرار في عمله، والتغلب على التحديات التي قد تواجهه.
الدراسة والتدريب المستمر: الفنون التشكيلية مجالٌ واسع، ويتطلّب مِن الفنان أن يكون على دراية بأساسيات الرسم، والنحت، والألوان، والتاريخ الفني، وغيرها من المجالات ذات الصلة.
التجربة العملية: لا يكفي أن يكون الفنان مبدعًا نظرياً، بل يجب أن يمارسَ الفن بشكل عملي، ويجرّب تقنياتٍ وأساليبَ جديدة.
الشخصية القوية: على الفنان أن يكون واثقاً من نفسه.
*هل مازال هناك روّادٌ لاقتناء اللوحات؟
تراجعت الفترة المزدهرة التي شهدت جمهوراً ذواقاً وقادراً على اقتناء اللوحات، مهما غلا ثمنُها، حتى أنّ هناك مَن كان يقتني لوحات عالمية.
لكن الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان والجوار وحتى على المستوى العالمي قد أثر كثيراً على إمكانية اقتناء لوحة لأنّ تأمين حاجات الحياة الأساسية ومتطلبات المعيشية تقدّمت الأولوية.
*كيف، برأيك، تكتسب اللوحة المحلية عالميتَها؟ ومن يستحق لقبَ العالمية عربياً؟
لتحقيق النجاح العالمي كفنان، يتطلب الأمر مزيجاً من الموهبة والإبداع، والعمل الجاد، والتخطيط الاستراتيجيَ، وتقديم رؤية فنية فريدة ومبتكرة تبرز هوية الفنان.
هي: إتقان المهارات الفنية واستخدام أدوات وأساليب حديثة، وإيصال رسالة واضحة ومعبرة تجذب الجمهور وتثير مشاعرَه.
*ما أهم المعارض التي أقمتيها؟ وهل مازال للمعارض ألقها؟ وما وجه الاختلاف بين المعارِض التي تقام في لبنان ومعارِض الخارج؟
أقمتُ العديدَ مِن المعارض في لبنان وخارجها، وأهمها المعرض الذي أقمته في إيطاليا، حيث تمّ اختياري مِن قِبل الرسام الإيطالي (جوليانو او تيفاني) للمشاركة معه في معرض الرسم هناك، طبعاً إضافة لمعرض مميز وللذكرى أقمته في دمشق، حيث قمت بجولة على أماكن ومعالم كثيرة مازالت في البال، وكذلك معارض عديدة أقامتها اليونيسكو، والمركز الروسي، ومعارض مختلفة في مدن لبنانية كثيرة…
جورج إبراهيم شويط