الفقـر .. سوســــة تنخــــر فينــا فكيـــــــــــــــف نعـــــــــــالجه ؟

العـــــدد 9387

الإثنـــــين 15 تموز 2019

 

الفقر كالسوسة التي تنخر بقطعة خشبية يسهل تفتتيها فارغة من الداخل وهشة من الخارج، فهو الحالة التي تنسب إلى الشخص الذي لا يمتلك المال أو عقاراً عادياً يجعله مقبولاً اجتماعياً وعدم قدرة الأفراد تأمين احتياجاتهم الأساسية الضرورية للإنسان من أجل البقاء، فعندما يراد تحديد فئة من الفقراء الذين يعيشون في مجتمع ما يتم أولاً البحث لمعرفة حدود المجاعة التي توصلهم إلى الموت أحياناً، وبعد ذلك يتم البحث عن جميع الأشخاص الذين يمتلكون الغذاء والمسكن والملبس وما يمكنهم من البقاء على قيد الحياة ولكن ليس بالمستوى المقبول قياساً لباقي أفراد المجتمع.
وهناك العديد من الحقائق المرتبطة بظاهرة الفقر حيث يعيش أكثر من ثلاثة مليارات شخص في العالم على أقل من 2.50 دولار يومياً ويعيش وأكثر من مليار وثلائمائة مليون شخص على أقل من 1.25 دولار يومياً، ويعاني أكثر من مليار طفل من الفقر حول العالم، كما يؤدي الفقر إلى وفاة ما يقارب العشرين مليون شخص لعدم مقدرتهم الحصول على كميات كافية من الغذاء، وتأثر حوالي مائتي طفل في عام 2011 م من حالة التقزم بسبب سوء التغذية المزمن.
فالأسباب التي تعمق حالة الفقر في المجتمع تكون (داخلية – خارجية) .
* الداخلية: من (ثقافة منغلقة، تقاليد موروثة، اضطراب اجتماعي وسياسي سائد في بلد ما) عدا عن انتشار الحروب الأهلية والاضطرابات وانعدام الأمن.
* أمّا الخارجية فهي الأعقد وأكثرها ظهور ومنها الاحتلال الأجنبي كما حدث في العراق.
وبسبب الهجمة الإرهابية التي حلت بوطننا الحبيب وتكالب الخارج والعقول الضعيفة من الداخل أدى إلى تأثر اقتصاده بعد أن كان في أوج عطائه وسرقة معامله ومصانعه وتهريبها إلى خارج البلاد وسرقة أملاك وأموال الناس وهدم المحلات التجارية وسرقتها مما أدى إلى تدهور الصناعة وعجزها عن التطور واستيعاب اليد العاملة وانتشار البطالة ومما زاد الطين بلة الغلاء الفاحش والتلاعب بالأسعار فلا حسيب ولا رقيب مقارنة إلى الرواتب التي لا تكفي دخل المواطن في ظل الظروف الراهنة، وكل هذه الأسباب المرعبة أدت إلى انتشار الفقر بشكل فظيع حيث لم يعد يهم المحتاج سوى تأمين لقمة العيش وبأي وسيلة كانت حتى لو أدت إلى ارتكاب الجريمة.
ولمواجهة مشكلة الفقر ومعالجته يكون بزيادة الوعي من خلال دور الأخصائيين الاجتماعيين في توعية الناس من (التعاطي، المخدرات، الكحول، العنف .. إلخ) وايجاد طرق مبتكرة وعملية لحلها، وتقديم المعونات بالتعاون مع وكالات الخدمات الاجتماعية ومنظمات المعونات الدولية من (الغذاء، الملبس والمأوى والرعاية الصحية ولا سيما رعاية الأطفال)، والتعليم الذي يساهم في الحدّ من ظاهرة الفقر وتحسين الصحة والمساواة بين الجنسين وتحقيق السلام والاستقرار وخصوصاً حين تتطلب أسواق العمل قوة عاملة تمتلك مهارة وكفاءة في التعليم.
ويساهم دور الحكومة في الحدّ من ظاهرة الفقر وتحقيق التنمية المنصفة من خلال زيادة مشاركة المواطنين الفقراء في مواقع صنع القرار وتوفير الوظائف والدعم وتطوير المواهب حيث يتيح مناقشة مشاكل المجتمع بحرية .
وأيضاً يكمن دور الحكومة في الحد من مشكلة الفقر من خلال تخطيط وتنفيذ استراتيجيات تحسن الظروف المعيشية للفقراء مثل توفير مياه شرب نظيفة وتثقيف المزارعين في كيفية إنتاج المزيد من الأغذية وتوفير التعليم وتأمين فرص أفضل للحصول على خدمات الرعاية الصحية وتظهر الدراسات أن زيادة دخل الدولة بمقدار 10% سيحدّ مشكلة الفقر بنسبة تتراوح ما بين 20 – 30 % .
وعلى الحكومة أن تهتم بموضوع تنمية مشاريع ريفية صغيرة (كتربية الأبقار والأسماك وتربية النحل) وتشجيع الصناعات اليدوية في الريف وإيجاد سوق تصريف لها وإزالة العوائق أمام المواطنين.

منى الخطيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار