مبـادرات ودعم نفسي .. من أجــل حيــــــاة أكــــثـر إيجـــــــابيـة

العـــــدد 9387

الإثنـــــين 15 تموز 2019

 

منظمة إسعاف أولي الدولية تعمل في سورية منذ عام 2008 وبدأت أعمالها بدعم قطاع التعليم وتقديم المساعدة للاجئين العراقيين وفي عام 2013 بدأت المنظمة نشاطها في اللاذقية وطرطوس في مجال دعم الإدارة المحلية بتأهيل مراكز الإيواء وترميم وتأهيل المدارس بالتنسيق مع وزارتي الإدارة المحلية والتربية وخلال السنوات الماضية تم ترميم المئات من المنازل والمدارس المتضررة نتيجة الأعمال الإرهابية في الريف الشمالي باللاذقية، أحد أهم قطاعات الدعم كانت بإطلاق تدريبات وبناء قدرات للمدرسين والعاملين في مديرية التربية لتقديم المساعدة للطلاب من دعم نفسي وتعلم نشط ومهارات التعلم لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة وشارك بهذه التدريبات المئات من العاملين في مديرية التربية وبإشراف المختصين بهذه المجالات وتتم المتابعة معهم في المدارس مباشرة، هذا ما أشار إليه الأستاذ أسامة عباد، المدير الإقليمي منظمة إسعاف أولي الدولية على هامش دورة مهارات الحياة التي أقامتها وزارة التربية مؤخراً وكان لنا فيها بعض اللقاءات مع المدربين والمتدربين لإلقاء الضوء على جوانبها كافة.
السيد غالب نجار، مكتب الإحصاء بدائرة التخطيط والإحصاء أشار إلى إشراك 31 متدرباً من مختلف مدارس اللاذقية من المدينة والمنطقة، 11 مدرسة حلقة ثانية وثالثة في هذه الدورة (مهارات الحياة) لدينا أكثر من دورة اليوم في مهارات الحياة والدعم النفسي والتعلم النشط، وهي الدورة السابعة المهارات الحياة لتكون الدورة القادمة في الدعم النفسي.
المدرب فراس شهابي: الهدف من الدورة تشكيل وحدة بكل مدرسة لدعم عمل المرشد الاجتماعي فيما يخص مهارات الحياة لتقديم نوعين من الأنشطة والخدمات منها وعي وإدراك الذات للطلاب وسبل تقديمهم المساعدة للمرشد وإمكانية تشكيل نادي الحماية يمكنهم من القيام بمجموعة مبادرات تخصهم كطلاب إعدادي وثانوي، والهدف الآخر توطيد العلاقة بين المرشد النفسي وباقي المدرسين ليكونوا أكثر قدرة على التواصل الصحيح مع الطلاب وتمكينهم من القيام بمبادرات شبابية تتحول بها أدوار اليافعين من شكلها السلبي إلى الإيجابي، اخترنا أساتذة مواد الأنشطة رسم وموسيقا ورياضة مع المرشدين الاجتماعيين والنفسيين وهم الأكثر قرباً من الطلاب وقد يلجأ إليهم الطلاب في بعض الحالات فيسرون إليهم، وحقيقة عمل المرشد مرهق وكبير وليس نافعاً لوحده اليوم لوجود عدد كبير من الطلاب في المدارس فتصبح للمدرس عين أكثر ملاحظة، المتدربون أحبوا الفكرة ولا تحتاج منهم أكثر من ورقة وقلم، لنعطيهم مجموعة من الأنشطة تساعدهم ليس في مهارات الحياة فقط بل بالتعلم النشط أيضاً ليصير أكثر تفاعلاً.
نادي الحماية الذي قصدناه يحتضن 15 طالباً فقط من الصف الخامس، فيه الذكور والإناث ووافدون من محافظات أخرى، يقوم على تأمين الحماية والتركيز والمشاركة وتوعية الطلاب ودفعهم لتثقيف الأقران والذي هو أساس العمل، والكثير من المعلمين قد وصلوا بطلابهم إلى غايتهم، وقاموا بمبادرات جيدة تخص الطلاب، منها ملعب وحديقة في حماة وفي حلب ناشد الطلاب بغرفة موسيقا كانوا قد حرموا منها، والمنظمة تدعم مثل هذا التوجه والذي فيه مبادرات تهم الطلاب.
المدرب شادي عبود مدرب مهارات الحياة ومعالج نفسي: درست إرشاداً نفسياً وتخصصت بالعلاج النفسي والصدمات النفسية للأطفال والأشخاص فوق 18 سنة وهذه السنة خلصت من دراسة لمعالجة الاكتئاب حيث كنا قد اشتغلنا على معالجة الاكتئاب بالإضافة لمهارات الحياة وتدريبات الدعم الاجتماعي وحالياً العنف القائم على النوع الاجتماعي والدورة الحالية مهارات الحياة باتفاق مع وزارة التربية نستهدف فيها مرشدين نفسيين ومعلمي الرياضة والموسيقا والرسم، فمهارات الحياة لكل الفئات المجتمعية وليست خاصة بأحد، المرشدون النفسيون لديهم مرجعية ومعرفة لذلك هم يساعدوننا كما أن مدرسي الرياضة والموسيقا هم الأقرب للأولاد يرون حالتهم ويطبقون عليها ما اكتسبوه من مهارات الحياة لكن في حالات معينة يمكن تحويلها للمرشد النفسي.
التشاركية مبدأ يشتغل عليه الكبار والصغار، وعندما يكبرون يمكنهم التعامل مع أي موقف يعترضهم ليكون كل منهم شخصاً قادراً على اتخاذ القرار وصنعه ويعبر عن رأيه بكامل الحرية ويقدر على مشاركة أكبر مع كل فئات المجتمع.
برنامجنا متكامل ومتفق على الخطة، لدينا أوراق تقييم في ختام الدورة وفيها نطلع على آراء المشاركين، وملاحظاتهم يمكن أن تفيدنا في وضع خطة لتلبية حاجة مجتمعية يطلبونها، بالتالي ندرسها مع التربية والمنظمة ليكون فيها تعديل الخطة.
المتدرب عدنان منصور إرشاد نفسي من مدرسة سميع شحرور حلقة ثانية مختلط قال: كنا بحاجة لمثل هذه الدورات لوهبنا الطريقة الصحيحة في التعامل مع اليافعين بين عمر( 12- 16 )سنة وهي سنة حرجة يمكن أن تتواجد فيها بعض العوائق والمشاكل التي يأتي حلها بمهارات الحياة، ومن المشاكل التي تأتينا أغلبها تحويل من المدرسين (تسرب، تأخر صباحي، عدوانية داخل الصف، وتنمر) الأهالي يقولون لنا إن أولادهم بالبيت مجتهدون، في بالمدرسة غير ذلك، وتكون حالة من التمييز داخل الصف، نحاول أن نتعاون مع المدرس والأهل لتكون النتيجة إيجابية، طالبة كان لديها حالة خوف من الأستاذ ولديه حالة تمييز، كانت راسبة بأربعة مواد بالصف السابع لتكون في الثامن متفوقة.
نحن عملنا مبادرات مثل (مدارس بلا تدخين) بالتعاون مع وزارة الصحة وصلنا فيها لنتيجة مرضية حيث 75 من أساتذة المدرسة تركوا التدخين، وكانت قد تضمنت فعالياتها أغاني ومسرحية ومعرضاً وشعراً.
المتدرب علي ياسين عبد الله تربية رياضية من مدرسة الحسين أشار إلى أن أهم ما يجذب الطفل هو اللعب ومن طريقة لعبه نستطيع الدخول إلى مكنوناته والبحث عن حلول لمشاكله فقال: في حصة الرياضة كنا نقوم بداية بتنظيف الباحة ليتكون لدى طالبنا سلوك يومي يسعى فيه لتكون مدرسته جميلة، وهي مبادرة جيدة.
أنا كمدرب منتخبات بألعاب القوى لدينا كل سنة بطل على مستوى القطر حيث تقيم مديرية التربية ببطولات مدرسية ومن خلالها تظهر المواهب لنلتقي بالناشئين لتحسين قدراتهم النفسية والجسدية والعقلية كل سنة، كما يتخطى اهتمامنا لذوي الاحتياجات الخاصة ونوليه بلعبة يودها عسى أن تجد طريقها فيه فمن حقه علينا ذلك.
رشا سلطان، موسيقا فديو، مدرسة أحمد نداف: في الموسيقا والتواصل مع الطلاب بالصف يمكن أن نفتح المجال للحوار واستشفاف ما يضمره الطالب من مشاكل وهموم، وهنا تقع علي مسؤولية نقلها للمرشد النفسي، لحصة الموسيقا أهمية كبيرة في جدول دوام طلابنا الدرسي ولا يمكن أن تغييها حتى لو لأجل مواد أخرى كما يظن الآخرون، ولدينا في مدرستنا بعض الآلات الموسيقية ولها مفعولها في الترفيه وتفريغ الشحنات السلبية والرفع من طاقاتهم بعد يوم دراسي مجهد، هذه الدورة دخلنا بها بيوتنا وجربناها على أولادنا واستطعنا التواصل معهم ومشاركتهم لهوهم وأعمالهم، حتى دخلنا أعماقهم وعالمهم الذي استبد فيه الموبايل ليتنحى ويفسح المجال للحوار والمشاركة.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار