العدد: 9386
الأحد-14-7-2019
أمشي إلى كلماتي، فيضيء زيتونُ الكلام، وتهرش قبائل من دمي ما تبقّى من ظلالي، وتضرب قوافل الرياح أشجاراً تلهو، فتقحل أغصانها، وترجّ جذورها وأراني أنزف أيّامي تاركاً صوتي يتسكّح في دروب من ضجر .
* * *
أفتح قلبي على الضوء فيغادره زمنُ التثاؤب، والرغبات تهدهد ذواتها، وألمح طيفكِ يعربش بين أهدابي، فتشفّ روحي، وتعرّيني خيالاتي، وأرى أنّ الصباحات راحت تذوب على شفاه الأماسي.
فرحت ألمّ النجومَ وأزرعها في أفقِ يتناءى وأفقِ يطلّ، فهاجت الأشواق، أيقظت دروب المنى.
وحين التقيتكِ افترش الغيم الصباح، وراحت الذرا تجدل حكاياتها القديمة، وتخبرني أنّي مجرّد رعشة توقٍ تسوق لميماً من شذىً يفتح باباً للدمعة الواجفة…
* * *
أشهد أنكِ أرجعتني إلى قمح البداية، حيث ترتعش الجهات، فيغفو التراب على خضرة مرجٍ، وتدندن شفاهٌ جامحات، تبحث عن مرافئ من قصب تسند على شطها مراثي خطاها، فيحترق القلب بالهجر والوصل، بالفتق والرتق، وأراني أغرق في شرفاتٍ من أرق…
* * *
أستعيد دفتر العمر . . عيناكِ تراقصان الحلم، وعلى ضفاف الفرح تنام الأغاني وينبسط الروض، فينداح الأنين، ويتوارى وجع القلب .
حقول المنى تموج سنابلها فتورق الأمنيات، تشدو الروح لفيض البيادر.
والندى يداعب زغب الورود، ويقطر القلب لمرأى القمر. يتهادى ويرسل باقاته من النور فيشتعل الوجد . ويتوّهج طيفكِ، يتسلّق كالغيم قممَ أحلامنا، ويرسل مناديل الوداع.
* * *
أصعد قمةً من دمع، أرتدي جناحين من ضياء، وتتبرعم الكلمات على أديم الشفتين، ويصهل القلب، يكتب قصيدةً تشبه عينيكِ.
* * *
لعينيكِ يطوي السكون مغاور الروح، وتستحمّ بالصمت غاباتٌ مطريّةٌ وينفجر صهيلُ النشوةِ راحلاً فوق صهوةِ الخيال وهارباً من وشوشة الموجِ.
* * *
لعينيك تفيض داليتي بأكبادها، وتسافر كلماتي قاصدة أبراج الهديل .
سيف الدين راعي