الطوفـــــان

العدد: 9386 

 الأحد-14-7-2019

 

 

دعيني أتغلغل فيك كالماء في عطاش الحقول، دعيني.. لا توقفي الطوفان في يباس البراري، اتركي أبجديته تروِ التراب لينبت في قاحل عمري خريف فصولي، الزهر ينشر على الكون الزعتر والعنبر.
* * *
أعمارنا طوفان الحياة والموت، نطويها يوماً بيوم، وفي لحظات تطوينا.
نطويها في ارتقاب الأحلام، عذوبة الرؤى، وعذاب الانتظار.
* * *
طوفان العطر أنت، وظل صفصافة اتكأت على كتف النهر، أهديتني فرح الغدير يسقسق، يغني للوادي، للسهل، للبحر والجبل، وأهديتك من الحلا عطري، والكل من الطوفان، من الأول والبقايا من عمري، يا أنت ويا دفاتر الفرح ويا سهري.
أتراك في خاطر البحر كنت، أو كوثر نبعه الغافي بكتف الضيعة الوافي.
ورقص خياله كنت، يا روعة غنت لطيفك شفة النهر، يا أنت يا قمر ليالي الحصاد والكروم والسهر، يا سرّ أسراري.
* * *
حزين هو البحر، رحل في الطوفان باكراً، سافر في المدى، خط سفراً ومحا، كزائر غريب، اغتسل بزرقة غامقة، في ليلة مغمضة العيون والجفون، نام في سرير العتمة.
* * *
لا رجوع عن طوفانك وطوفاني، أترينني خبأتك بين الضلوع كقشة الحصاد أو في الروح كدفقة من نور، كمشكاة تضيء بزيت القلب والحب، حملتك، تتهاوى بنا في البحر، الطوفان قلوع تسرقنا من وقت الزمن البارد، تشلحنا في مدى الأيام خطا المسافات حيث لا رجوع، وحده الشوق، برحنا، برى طوفانه جسمنا، أذابنا، يا أنت، كالشموع.

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار