مزراعو الساحل.. وحكاية جديدة مع المحاصيل الاستوائية.. مدير زراعة اللاذقية: لانشجع أية زراعة لم تستوف الدراسة الفنية
الوحدة: ١٨-١٠-٢٠٢٤
بات واضحاً للجميع أن مزارعي الساحل السوري يتوجهون بقوة إلى زراعة المحاصيل الاستوائية بعدما تعرّض محصول الحمضيات للعديد من الصعوبات التي أثّرت بشكل واضح على إنتاجية الأشجار وجودة المنتج، وجاءت العملية التسويقية المضطربة في السنوات الماضية لتزيد من معاناة المزراعين، وتدفعهم لخوض تجارب جديدة لعلها تنتشلهم من حالة العجز التي سببتها الزراعات التقليدية.
مدير زراعة اللاذقية م. باسم دوبا تحدث للوحدة عن هذه المستجدات في الخارطة الزراعية موضحاً أن الصعوبات التي تعترض المزراعين أدت إلى تناقص مساحات الحمضيات وتراجع زراعتها وإنتاجيتها، مؤكداً أن الحالة التسويقية لعبت دوراً سلبياً، فقد امتنع العديد من المزارعين عن تقديم الخدمات الأساسية لأشجار الحمضيات بسبب ضعف المردود المادي، وبدؤوا يفكرون بالبحث عن بدائل لهذه الزراعة، فتركّزت معظمها بالزراعات الاستوائية، حيث يعدّ الموز والأفوكادو من أكثر البدائل تداولاً بين المزارعين.
ونوه م. دوبا إلى أن زراعة الموز تدخل ضمن إحصائيات وزارة الزراعة منذ سنوات، ويجب أن تحظى بمزيد من المراقبة، لكونها من النباتات ذات الاستهلاك المائي العالي، حيث تحتاج إلى الري صيفاً عدّة مرات خلال الأسبوع الواحد مما يستلزم البحث عن مصدر مائي مستمر قريب من الأرض عند التفكير بهذه الزراعة، خاصة وأن شبكات الري الحكومية ودورات الري مصممة بشكل يتناسب مع زراعة الحمضيات، حيث تفتح دورات الري مرة كل 10 – 15 يوماً وهذا لا يتناسب مع زراعة الموز.
أمّا بالنسبة للأفوكادو فهو أيضاً يدخل ضمن إحصائيات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، كما تقوم مديريتنا بإنتاج غراس الأفوكادو البذرية بخطة إنتاج تتوسع سنوياً بعدما أظهرت هذه الشجرة تأقلماً جيداً مع البيئة الساحلية في المناطق السهلية غير المعرّضة للصقيع.
وبالنسبة لباقي الأنواع الاستوائية يقول مدير زراعة اللاذقية إنّ مديريته لا تشجع على زراعة أي نوع ما لم يتم دراسته من قبل الجهات الفنية في الوزارة، ودراسة مدى نجاحه في البيئة السورية، ليتم اعتماده بما لا يضر بالتنوع الحيوي الذي تذخر به بيئتنا، وبما لا يؤثر على زراعة باقي الأنواع المثمرة وليدة البيئة السورية أو المتأقلمة معها.
روز جبيلي