الوحدة:26-9-2024
إذا كانت الثقافة هوية الشعوب و الأمم، فإن الحفاظ على تراث الأمة وعاداتها وتقاليدها وتوثيق يومياتها القديمة، وأدواتها التي كانت تستخدمها في حياتها، يشكل الجزء الأهم من وظيفة الثقافة الوطنية وأهدافها وغاياتها، وقد جسد هذا الفهم للثقافة الأستاذ برهان حيدر عبر متحفه الرائع في قريته عين البيضا، هذا المتحف الذي يشكل ذاكرة شعب عبر مئات السنين التي مضت، والتوقف عند أدق التفاصيل لذاك الزمان.
وفي زيارتنا لهذا المتحف فوجئنا بكم الموجودات التي يضمها ودقة ترتيبها وجمالها، بدءاً من الخوابي المختلفة الحجوم التي تطالعك في مدخل المتحف، ثم الغرابيل التي كانت تستخدم لتنقية الحنطة والبرغل، ثم تمر بقسم المناجل التي كانت تحصد حقول الحنطة، وصولاً للعنابر التي كانت تخزن الحنطة والبرغل والمؤن الشتوية الأخرى.
ثم توقفنا في جناح لباس العرائس وأوضح لنا مدير المتحف أن لكل ثوب عروس قصة وأغنية حكاها لنا، وكان هناك قسم أيضا للآلات الموسيقية التي كانت تستخدم في ذاك الزمان كالربابة والطبل والزمر وسواها، إضافة لأدوات المطبخ من صحون وملاعق خشبية وطناجر وأباريق وغيرها، وقد شرح مدير المتحف بشكل موسع عن كل هذه الموجودات، إضافة للإجابة عن كل الأسئلة التي سألناها أو توقفنا عندها.
متحف غني جميل ممتع، لا تستطيع وأنت تتجول في أقسامه إلا أن تشعر بالغبطة والغرابة والدهشة والإعجاب حيال كل ما تراه، شكراً لمدير ومؤسس هذا المتحف الرائع الأستاذ برهان حيدر، وكل الشكر لثقافي عين البيضا.
د. رفيف هلال