التحلـّـي والتخلـّـي

العدد: 9383

الثلاثاء9-7-2019

 

هي بنا بمقدار ما نحن لها، إنّها الحياة التي تتزيّن بنا لنون زينتها التي تتباهى بها وتُباهي نفسها بنا أمام موجوداتها الطبيعية التي تملأ جنباتها، وما أجملنا – بني البشر – أن نكون زينة، بل ما أجمل الحياة وقد تزيّنت بالإنسان الذي كان وما زال وعلى الدوام سيبقى المحور الرئيس لهذه الحياة بكل تفاصيلها وتحلّياتها.
وما أجمل الإنسان أن يعمد إلى تزيين نفسه بما يزيده قيمة فوق قيمة، وليست هذه الزينة إلاّ أن يتحلّى الإنسان بما يجعله الصورة الحقيقية الأمثل التي تجعل منه مثالاً طبيعياً حقيقياً قد أراده خالقه أن يكون كذلك، ولأنّه الهدف الأسمى في الكونين الأدنى والأعلى فإنّه من الضروري أنْ يتحلّى بحلية الأخلاق والقيم والمشاعر، حلية الحق والخير والجمال، حلية أن يكون الإنسان إنساناً كما هو بالفطرة.
وقد تكون الزينة بوجه وجانب آخرين غير أن يعمد الإنسان إلى الحلية والتحلّي، وذلك إذا ابتعد عن كلّ ما يمكن أن يكون عامل نفور أو بعد وابتعاد وقد يصل إلى حد الجفاء، نعم بالمقدور والمستطاع أن يكون الإنسان على المثال المراد بطريقة أخرى تقوم على الابتعاد عن مفاهيم الكراهية والحقد والأذى، إضافة إلى نبذ مفاهيم التعالي والغرور ولابدّ من الإشارة إلى أنّ الذميمة الكبرى التي تُقصي الإنسان كلّياً عن حقيقته وصورته تلك الذميمة التي تفتح كلّ الأبواب وتشرعها لتدخل من خلالها مختلف الصفات والنقائص، إنّها ذميمة الكذب.
وخلاصة القول: إذا أردنا أن نبني أنفسنا على الأساس المغروس فينا وأن نكون على حقيقتنا التي لا تقبل الزيف والخداع، أن نكون مؤمنين بأنّ الإنسان لم يكن إلاّ الحياة بأكملها يختصرها في قلبه وعقله، وهو إذا ما أحسن العمل بهما فإننا نراه قد ارتقى عبر دينه القويم القائم على القيم الفُضلى من دُنياه إلى عالم الخلود والبقاء، لأنّه كان من المؤمنين بأنّه لابدّ للساعين إلى هذا المقام من رفع شعار التحلّي والتخلّي.

نعيم علي ميّا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار