كــلام فــــي الكــرة ..مزمار الحي

العدد: 9382

الاثنين8-7-2019

 

لاتزال الثقة شبه معدومة لدى إدارات الأندية وخاصة في محافظتنا بالمدربين المحليين الذين هم من أبنائها ، ولعل المتتبع لمسيرة الموسم الماضي ثم تباشير تعاقدات المدربين للموسم المقبل يلمس ذلك جلياً ، فالغالبية العظمى من فرقنا المحلية يقودها مدربون من خارج أنديتها رغم شح الموارد المالية لكننا نجدها تتعاقد مع مدربين بتكاليف باهظة دون أن تمنح إبن ناديها الحد الادنى من الفرص المستحقة التي ينتظرها ، وبنظرة خاطفة نجد أندية الساحل الأربعة على سبيل المثال يقودها مدربون من دمشق وحلب وحمص وحماه تدفع لهم الملايين ، بينما المدرب اللاذقاني ينتظر الفرصة السانحة والأمثلة عديدة من الجطل إلى المكيس والشمالي والشعبو والقاسم والخطيب والرمضان والجبلاوي والفيوض والخاشو .. والقائمة تطول .. ورغم ما يمتلكه هؤلاء من خبرة ميدانية وفنية جيدة لكنهم لا يزالون آخر خيارات أصحاب القرار في أنديتهم.. وإن تمت الاستعانة بقدراتهم فإنها تأتي كحالة إسعافية من باب الاضطرار وإكمال المشوار مما يجعل المدرب بين خيارين أحلاهما مر .. فيا ويله إن رفض فيصبح حينها ناكراً لأفضال ناديه عليه ، ويا (سواد ليله) إن قبل بالمهمة الإسعافية وفشل فيها علماً أنه ليس هو من اختار اللاعبين ، ولا هو من جهزهم بدنياً الخ .. ويبدو أن إدارات الأندية أو من يملكون سطوة اتخاذ القرار فيها تحب دوماً أن تتعاقد مع من هم خارج أسوار البيت فتسهل السيطرة عليهم والتدخل بشؤونهم وفرض هذا اللاعب أو ذاك لأن المدرب (الوافد) من خارج النادي لا يعرف (الطبخة) على حقيقتها وليس بصورة ما يجري خلف الكواليس .. وإن أصبح (بالصورة) يكون زمن الرحيل قد اقترب ، فبإطلالة سريعة هذه الأيام على صفحات أندية المحافظة عبر مواقع التواصل الاجتماعي نجد الرهانات قد بدأت منذ الآن على المدة التي سيمكثها المدرب الجديد ورقم المرحلة التي سيتم الاستغناء عنه بها ، وذلك نتيجة تجارب سابقة عديدة ، فالمدرب هو الحلقة الأضعف والشماعة الأسهل وهكذا .. وبالمجمل يا سادة نجد في النهاية أن الخسارة مشتركة ، فالأندية تدفع أكثر وتهدر أموالها دون أن تجد الحصاد المطلوب ، فيما مدربوها يعانون التهميش والبطالة مما يضطرهم أحياناً للهجرة وقبول العمل في دول مجاورة بأندية قد تكون من الدرجة الثانية أحياناً لأن لقمة العيش لا ترحم .. وبالنتيجة فالمستويات الفنية لمدربينا عموماً تبدو متقاربة كثيراً ، والفارق هو في جودة الأجواء المهيأة لهذا المدرب دون غيره وتفاعل اللاعبين معه ، وبالطبع وجود بعض من الحظ والتوفيق ..

المهندس ســــامــر زيــــــن 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار