كــلام فــــي الكــرة..لديهم «أسباير» ولدينا ..؟

العدد: 9283
3-2-2019

بعد أن انتهت بطولة كأس آسيا لكرة القدم والتي توج بلقبها المنتخب القطري لأول مرة في تاريخه وعن جدارة واستحقاق، لا أدري لماذا عادت بي الذاكرة عشر سنوات بالضبط إلى الوراء حين كنت في زيارة عمل سريعة إلى العاصمة القطرية الدوحة والتي يطلقون عليها (دوحة الخير) . .
لم تكن لتلك الزيارة علاقة بأية أمور رياضية لكن فضولي الاعلامي دفعني حينها لزيارة ما يعرف بـ (أسباير زون) . . هناك تملكتني الدهشة لهذا الصرح الرياضي العملاق الذي كان قد تأسس عام 2004 وحينها كانت أسباير تتحضر لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى . . لفت نظري لوحة كبيرة عند مدخل الأكاديمية تقول حرفياً: بحلول عام 2020 سنصبح المرجع في التميز الرياضي على مستوى العالم . . قلت لنفسي: إنها أضغاث أحلام، فنحن أيضاً لدينا الاتحاد الرياضي العام!! وبعد أن دخلت تلك المنشأة وجدتها تضم عدداً من أفضل مرافق التدريب الرياضي في شتى الألعاب الجماعية والفردية منها ملعب يتسع لخمسين ألفاً وملاعب تدريبية لكافة الألعاب وكذلك البحث والتعليم والطب الرياضي التخصصي والرعاية الصحية الشاملة، هذا عدا عن المراكز التجارية وأماكن الاقامة من سوية النجوم الخمس وحديقة ضخمة . . كل ذلك من أجل تأهيل الرياضيين ليصبحوا أبطالاً عالميين، وها قد آن أوان القطاف فقد تخرج من تلك الأكاديمية نفس اللاعبين الذين نالوا اللقب الآسيوي ومع نفس المدرب (سانشيز) الذي كانت دموع فرحه تحكي قصة تعب السنين وحصاد الثمار وإعادة ترتيب خارطة كرة القدم الآسيوية من جديد، ولعل الكلمات التي قالها مدربنا الوطني الصديق فجر ابراهيم يوماً ما: بدنا 50 سنة كي نصل لمستوى اليابان باتت تحتاج الآن إلى تجديد لتصبح: كم نحتاج يا ترى لنصل إلى مستوى تلك الدولة الصغيرة التي أطاحت بأحلام اليابان وتجاوزت قبله كوريا الجنوبية والسعودية وو . . ؟؟!! فعندما تكون الرؤية واضحة ومدروسة والاستثمار صحيحاً وهادفاً والتخطيط علمياً وسليماً فستتحقق الأهداف وتكبر النتائج، أما حين تكون الرؤية قاصرة، ويكون الاستثمار لغايات بعيدة عن الرياضة وإرضاء لفلان وعلتان، ويكون الاتحاد منتخباً بالولاءات لا بالكفاءات، ويكون المدرب مرتهناً لمصلحة من احضره كي يضمن بقاءه وراتبه، وحين يلعب اللاعبون من أجل مصلحتهم الشخصية وينشغلون بأمور أخرى بعيدة عن اسم الوطن وقميصه الغالي، وحين يكون الاعلام تابعاً لرئيس الاتحاد وبوقاً لمن اختاره مرافقاً للبعثات ومستفيداً من بدلات السفر وغنائمه، وحين يكون الجمهور واقعياً ومنطقياً لا جمهور أغان وشعارات لا وجود لها في بطولات كبيرة . . حينها فقط يصبح من حقنا أن نفكر بتحقيق الانجازات لا التغني ببعض الطفرات!!

المهندس ســــامــر زيــــــن 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار