هل باتت المقـــــاهي متنفســاً لشــبابنا اليــوم ؟

العدد: 9382

8-7-2019

 

المراكز الترفيهية وبمختلف الخدمات التي تقدمها والألعاب والهوايات التي تتيح ممارستها، باتت اليوم متنفساً للشباب ولكبار السن أيضاً، وتعد تعبيراً لعيش حياة طبيعية، ويزداد الإقبال في الآونة الأخيرة عليها، فهي بمثابة أكاديمية يتخرج منها الشباب العاطلون عن العمل بثقافات وسلوكيات مختلفة.

خلال تجولنا في عدد من الكافتريات وسؤالنا المرتادين عن سبب لجوئهم إليها:
* حسن شاب عمر 15 سنة: أعيش في المنزل حياة قد تكون صعبة، بالمقابل أرى أصدقائي يعيشون حياتهم ببساطة وحرية، لوالدي عقلية مميزة ومتفهم للحياة بطريقته، أنا أريد العيش بطريقة مختلفة، اختلاف آراء أجيال فقط وليس تمرداً أو عصياناً لأوامر والدي، قد أكون على خطأ ولكن هذه ليست مشكلتي فجميع أصدقائي هكذا لذلك نجتمع في أجواء أكثر حرية بعيداً عن رقابة الأهل نشرب الأركيلة والعصائر ونعتبرها فسحة راحة وعيش بسلام دون نصائح وصراخ عواطف مفعمة بالشجون هذا ما سمعناه من الفتيات وهن في اختصاصات مختلفة في الجامعة: نرتاد الكافيات مرة أو مرتين في الأسبوع نتحدث عن مشاكل الجامعة ونحاول الاستفادة من تجارب البعض ويمكن أن نلتقي ببعض الشباب ممن تجمعنا بهم علاقات صداقة ومحبة قد تستمر وقد تنتهي عند التخرج ونحن في هذه الأوقات لا نفكر إلا بهذه الأيام، نلتقي ونشرب المشروبات والأركيلة ولكن لأننا طلاب جامعة نأخذ مصروفنا من أهلنا وغير منتجين دائماً تكون الضيافة على الحساب الشخصي (كل واحد يدفع حسابه لنفسه).
أحد أصحاب الكافتيريات يأتيهم من فئة الشباب في أعمار أقل من العشرين لفت إلى أن معظم الأوقات التي يقضونها في الكافي بين الساعتين والثلاث ساعات، وهذا ما يؤكد أنه مجرد هروب لوقت محدد يعني أنهم يرتادون المكان دون معرفة الأهل أو بحجة الذهاب إلى مكان آخر، أنا بدوري أعمل على مراقبة تصرفاتهم ولا يوجد في الكافي إلا المشروبات الباردة والساخنة المسموح تناولها في جميع المنازل إضافة إلى الأركيلة، ودائماً أقول ما يجول في نفسي هناك أسبابً اجتماعية ونفسية وراء هذه الظاهرة التي تتنامى مع الوقت وأصبحت جزءاً مهماً في حياة الشباب.
نور مدرّسة: من حق كل جيل أن يعيش حياته كما يحلو له بضوابط الأسرة وقواعد العائلة والأعراف ولكن هناك بعض الحلول يمكن أن تخفف من ذهابهم إلى الأماكن العامة كممارسة الرياضة والذهاب إلى النوادي أو استغلال الوقت في القراءة والدروس الخصوصية والسماح لهم بالمشروبات المعتادة غير المسكرة واستقبال أصدقائهم في المنزل لأنها المسبب الوحيد في اجتماعاتهم خارج المنزل ويجب معرفة سبب خروجهم والتخفيف من حدة مشاكلهم.
ظاهرة ليست لها خصوصية لفئة الشباب فقط، قد تطال جميع الفئات العمرية وهذا ما أكده أبو محمود: هناك أسباب كثيرة تدفعنا للهروب من المنزل وهذه الظاهرة ليست وقفاً على أبنائنا نحن أيضاً يمكننا الهروب من المنزل بسبب الظروف المادية الصعبة ومتطلبات المنزل والمشاحنات الدائمة والتوتر الذي يسود أجواء العائلة، اعتدت الجلوس في ركن محدد حتى أصبح ملكاً لي، ألتقي بزملائي وألعب معهم الورق ونتنافس على الفوز ومشروبنا الوحيد هو الشاي يعني التكلفة قليلة جداً ثم نعود إلى المنزل بعد تفريغ شحنة الغضب والانزعاج من الأوضاع التي نعيشها.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار