الوحدة : 14-8-2024
أخيراً أتت الصفعة المؤلمة، لحمة الفقير الحمراء لقّنت أصحابها الدرس الأخير، بعد حبّات البطاطا ووزنها الثقيل الذي كسر من الخواطر أكثر من العظام، حيث باتت أسعارها ويلاً على جوع، لكن أن تصبح البندورة وبليلة ظلماء بحدود العملة الصعبة فهو الوجع الأخير، ويبدو أنها تسير بركب البطاطا، ولا رادّ لها سوى الحسرة والألم بصمت.
في هذا الشهر تبدأ جولات مكوكية عائلية للبحث عن أصنافها القادمة من دمشق ودرعا، فهناك عدّة فنون يطبّقها أصحاب العائلات لتكون في الشتاء الدعم والسند سواء عبر تشميسها أو تحويلها إلى رب البندورة، لكن كأن هناك من اتخذ قرار مواجهة الفقير عن سابق إصرار وتصميم، فكيف تذهب خيرات البلاد إلى الخارج وأهلها بأمس الحاجة لوجودها، رغيف خبز وحبّة بندورة ورشّة ملح ومسحة زيت تُنهي الجوع الكافر، فإكراماً لإخواننا الميسورين خارج الحدود، وإرضاء لنخبة من التجّار أصحاب النُفوذ يتم قهر أصحاب الأرض بلقمة عيشهم المغمّسة بالتعب والانتظار، لذلك صبراً جميلاً على البلوى، فقصّة سيدنا إسماعيل عبرة لذاك الزمان، ونحن أيضاً أُضحية.
بالنهاية.. ننتظر فريقين جديدين خارجين منّا (مجلس الشعب ومجلس الوزراء)، نعوّل عليهم كثيراً، فقد يعودان بنا إلى برّ الحياة الطبيعية، يُنهون معسكر الضغط ويقتلون نزعة انتشار الفقر والحاجة.
سليمان حسين