الوحدة:11-8-2024
بعد أن رأينا ما رأيناه في وادي قنديل من تطوّر سياحي لافت، شُحذت من أجله الهمم، وتضافرت الجهود على كافة الجبهات السياحية المعنية، إلى أن خرجنا بمنتجع يضاهي الأسماء الكبيرة على شاطىء اللاذقية، (لابلاج) بعُرف النجوم، كامل المواصفات السياحية من الداخل إلى أجزائه المكشوفة، ينتشر حوله عدد مقبول من الأكواخ الخاصّة “الكلاسيكية”، مسبح ومشالح وألعاب أطفال، وشاطئ رملي مميز، و مُنقذون بكامل الجاهزية لأداء مهامهم، وفي الخارج، سيارة تشبه المركز الطبي الإسعافي لجميع الحالات، وكل ذلك بأسعار مقبولة، يضاف إليها الكثير من الحالات المجانية التي تناسب عامّة الشعب والتي لا تسمح لهم أوضاعهم بالابتعاد كثيراً، وكل ذلك يأخذنا إلى بيت القصيد.. لماذا لا يكون هناك شواطئ أخرى تحمل نفس المواصفات؟،خاصة أننا في زمن تتشابه فيه أوضاع الجميع، وباتت الرفاهية حكراً على فئة دون غيرها، فلماذا لا يوجد شبه اللابلاج على شاطىء المدينة الرياضية والدراسات والبسيط، وآخر على شاطئ جبلة والصنوبر، وهناك الكثير من الشركات الأخرى القادرة على التنفيذ،و تمتلك من الأرصدة والتمويل ما يمكّنها من تجاوز لابلاج، لكن ضمن حدود الجمهور العريض الذي لم يعد لديه سوى بعض الأمتار من الشواطئ المفتوحة للسياحة الشعبية!.
في بلاد الغرب وعلى نفس البحر نشاهد قمّة الرفاهية المخصّصة للعامّة، وهي مُتاحة على مساحات كبيرة ومجهّزة بكامل عناصر الراحة والاستجمام، فهل ينتقل جزء من الاستثمارات العقارية قليلاً إلى البحر بعد إزالة إشارات الاستملاك عن تلك المواقع، ويتمتّع الناس بما تبقّى من لحظات هادئة قبل نهاية مشروع الحياة؟.
بالسياق.. على شاطئ طرطوس هناك الكثير من أشباه لابلاج، لكنها ليست للجميع؟!.
سليمان حسين