الوحدة 10-8-2024
دعونا نتحدث إلى مجلس مدينة اللاذقية نطرح عليه فكرتنا، مع يقيننا أنه لن يأخذ بها لأنه إن انساق وراء أفكار لا تنبع منه يكون قد خسر زمام المبادرة، وهو ما طاقة له به !. يعاني هذا المجلس من مشاكل في كوادر وآليات النظافة ويلجأ في بعض الأحيان للتعاقد مع شركات خاصة نرى حضور عاملاتها وعمالها بكثافة في أحياء عينها مقابل غياب واضح في أحياء أخرى، يعتمد المجلس على عماله بتنظيفها.
في حين تحضر أمامنا وتغيب عن أعين القائمين على المجلس استثمار مشاهد باتت مألوفة، إنهم جامعو القمامة، أولئك الصبية الذين تفننت الطبيعة في تجنيدهم، في فرز القمامة ما بين بلاستيك وكرتون ومعادن و…هو الفرز الذاتي الذي طرحته الوكالة اليابانية جايكا على مجلس مدينة اللاذقية ليخاطب ربات المنازل أن يقمن بفرز القمامة أثناء رميها في الحاويات، أو يقوم هو بدوره بتزويد الشوارع بثلاث حاويات ملونة واحدة للمنزلي، وثانية للمخلفات البلاستيكية والزجاجية وثالثة لغير ذلك، مر الزمان ورحلت جايكا ومعها أفكارها، ولم يبقَ إلا ما تبقى من سيارات ترحيل قمامة كانت قد قدمتها هدية مع بعض ٱليات مهترئة تجوب شوارع المدينة الرئيسة كعجوز هرم، يدفع المجلس لصيانتها الرقم المعتبر ذو الكتلة الضخمة في ميزانياته.
مهنة النباشة، تجارة رائجة مربحة، يزداد كل يوم متعاطوها، يقف وراءهم من يقف، يشغلهم، يدير أمورهم، يوزعهم على نقاط المدينة وفق خرائط حاوياتها، كشبكة أشبه بشبكة المتسولين، والحساب آخر النهار حسب الكيل والوزن، كل ما جمعت يمناه ويسراه، ومثلها مثل أي عمل آخر، منظم برؤساء ومرؤسين، ليست اللعبة خفية على أحد دارجاً أم مترجلاً، راكباً أو ماشياً، يراهم الجميع حتى أصحاب السيارات المفيمة لا يستطيع السواد أن يحجب ما خلفها! مع أن النباشة ليست تهمة بقدر ما هي اغتصاب للشوارع، بمناظر نحتار ماذا نطلق عليها، ونحن نراهم يغوصون في أعماق الحاوية نبشاً ونكشاً.
لكن لم يتبادر إلى ذهن أي كان أن يستثمر هؤلاء لصالح المدينة ومجلسها، ماذا لو…، تعاون المجلس معهم، نعم قد تكون من الكبائر، أن يستدير المجلس ليلتفت إليهم، ويقوم بتنظيمهم وبالتالي تنظيم بيته الداخلي معهم دفعة واحدة، يستفيد منهم ويحسن من المشهد العام المدينة.
أما زمام المبادرة التى يخشى المجلس ألا تنسب إليه فنتركها له، وليفكر كيف يمكن له ألا يسبق من قبل صبية امتهنوا القمامة، مدفوعين بالحاجة. لكن وفضولنا يسبق مبادرة المجلس إن وجدت، دعنا نقول له إن معامل التدوير بحد ذاتها استثمار، وفي المطامر والمكبات، حتى في قاسية، المطمر المرتقب إنهاؤه، ملحوظ هذا الأمر، وإلى أن تنتهي أعماله الإنشائية بوسع المجلس التحضير للكثير ومراكز ونقاط جمع القمامة، في شوارع المدينة.
دمتم ودامت زمام المبادرة بأيديكم.
خديجة معلا