معرض الفنون التطبيقية ..تتويج لمسيرة تعليمية وضرورة تحفيزية

العدد: 9380

 الخميس 4-7-2019

ضمن جوّ من الألفة الأسرية، تم افتتاح المعرض السنوي لطلاب وخريجي الدورة الأولى لمركز الفنون التطبيقية في اللاذقية، وذلك في مبنى المركز، والذي زُين بأعمال المشاركين الثلاثين: ضمّ المعرض أعمالاً فنية نحتية على الخشب والحجر الصناعي، وخزفية /طين وصلصال/ إضافة إلى لوحات خط عربي، وزخرفة وإعلان، عكست الأعمال المعروضة شغفاً فنياً ظاهراً عند أغلب المشاركين، ظهرت خاصّة في المجسمات النحتية وباقي المعروضات الخزفية لتترك جميع الأعمال المعروضة أثراً جميلاً في نفسية المتلقي، وككل المعارض الفنية تفاوتت المستويات والموضوعات ليجمع كل الأعمال عاملاً مشتركاً، هو الحس الفني العالي في بيت المركز الهادئ وكأنك ضمن أسرة كبيرة متحابة.
في المعرض كانت لنا وقفات عديدة بدأناها مع الأستاذ الفنان عبد الباسط زابون مدّرس مادة النحت والخزف والذي يعتبر أحد أهم أركان المركز، والذي قال: المعرض تتويج لما تعلّمه الطلاب وضرورة تحفيزية لأنه يشكل دافعاً لكل المتمرنين لعرض مواهبهم والمضي قدماً في تطوير مواهبهم ولطالما كان مركز الفنون التطبيقية مصنعاً مولداً لمبدعين دخلوا المركز هواة وخرجوا محترفين ووصلوا لمراتب ساطعة في مجال الفن.
أما أستاذ الزخرفة الفنان نجيب سعود فيحدثنا عن الجانب الزخرفي وأهميته اليوم كواجهة فنية لمجالات عديدة في الحياة فيقول: الزخرفة تعتمد على العلاقة بين تأثير الخط واللون على الحاسة البصرية، وبالنسبة لأعمال ولوحات الزخرفة في هذا المعرض تتنوع بين زخرفة هندسية، نباتية، حيوانية، أو دمج فيما بينها وكل نوع من أنواع الزخرفة سواء هنا في المعرض أو في زخارف أخرى لها، حالات توظيفية لمجالات الحياة المختلفة سواء من ناحية تزيين الكنائس أو المعابد أو من ناحية زخرفة القماش أو الورق أو الجانب الإعلاني والذي يزداد أهمية يوماً بعد يوم من ناحية الدعاية والبروشورات والبوسترات والمانشيتات، أو منحى آخر كأفلام الكرتون والإخراج الصحفي وطباعة الأغلفة للكتب أو العلب الكرتونية وكلها تحتاج لمحفزات بصرية يبتكرها الفنان ليجذب بها المتلقي وليكون لها الأثر الأكبر لاسيما وأننا اليوم في عالم الصورة وبالنسبة للمركز يعمل على تطوير دورات الزخرفة التي أنشئت حديثاً لتتماشى مع متطلبات السوق الحياتي اليوم، واللوحات الزخرفية المعروضة ما هي إلا دراسات أولية لأعمال طلاب المركز، نتمنى أن تلقى رواجاً عند محتاجيها في المستقبل.

أما أستاذ الخط العربي في المركز عامر الليوا فقال: لا تقل أهمية الخط العربي كفن عن بقية الفنون التطبيقية والتشكيلية بل إن لم تكن أهم لأنّه يحافظ على هويتنا، ويجب الحفاظ عليه وتعليمه لأنه عالم واسع له أنواعه وطرقه وتقنياته التي علينا أن نفخر بها ونكون متمكنين منها.
مع الطلاب والخريجين الذين تتفاوت أعمارهم ليصل أقصاها إلى العقد السابع وهو الطالب المتميّز ميشيل منصور الذي قال: حبيّ للفن التشكيلي والتطبيقي خُلق معي في جيناتي، فأي عمل فني مميز يستهويني، رسمت كثيراً وعملت على ترميم أيقونات عديدة واليوم لم أكتفِ ما زال شغفي لتعلم المزيد، فخضعت لدورة نحت في المركز وشاركت بـ 13 عملاً نحتياً منها بوذا، نفرتيتي، عشتار، سفينة فرعون، قارعات الطبول، وسأتابع لأن تعلم الفن يجب ألا يقف عند حدّ، دائماً أفكر ماذا سأفعل غداً منذ عام /1967/ وأنا مبحر في الفن، بالفن أحقق حياة دائمة،لا أبتغي من الفن مالاً، أحب الفن من أجل الفن، ولا زال في جعبتي الكثير من الأفكار الفنية التي أتمنى أن ترى النور مستقبلاً.
بشار ديبان – طالب خط عربي – قال: أنا صيدلاني ولكنّ الخطّ العربيّ يستهويني كثيراً، التحاقي بالمركز من باب الهواية ليس أكثر.
شاركت بـ 4 لوحات خطيّة، لوحة لاسم من أسماء الله الحسنى ولوحتان لآيات من القرآن الكريم، ولوحة لبيت شعري، الخط العربي تراث وهوية يجب أن نحافظ عليه من الضياع.

هيفاء أنجرو خريجة نحت قالت: مشاركتي من خلال 4 أعمال نحت بالحجر الصناعي، واحدة تجسد آثار تدمر، النمر والأنثى، زهرات الصباح، وجدارية نحتية نباتية وكلها بالحجر كما ذكرت، أنا في المركز منذ عام 1998، ولغاية اليوم ألتحق بدورات جديدة لأنهل المزيد، المركز بيتي الثاني والأستاذ عبد الباسط أب أو أخ في هذا البيت وأشكره على عطاءاته لكل هذه السنوات.
وأخيراً الختام كان مع الفنان مضر ناصر رئيس المركز الذي حدثنا بالآتي: يأتي المعرض كل عام ضمن خطة المركز السنوية هو فرصة لعرض نتاج الطلاب والخريجين خلال الدورتين، حيث أنّ مدة كل دورة ستة أشهر، لكل ما تعلّموه في دورات النحت والخزف والخط العربي، المعرض ضرورة لا بد منها لأنه يحفّز الطلاب على الجديّة والالتزام والابتكار وخاصة عندما يكون في المعرض زوارٌ يعطون آراءهم وانطباعاتهم عن الأعمال المعروضة، المعرض خطوة تأسيسية هامة لكل طالب ليكون مشروعاً لفنان في المستقبل، هو تجربة مبدئية أوليّة يجب أن يعايشها ليكون منفتحاً على الآخر.
بالنسبة للأعمال المعروضة كلها جديدة خصصت للمعرض وتضمّ مجسّمات فنيّة نحتيّة على الخشب والحجر، إضافة إلى أعمال خزفية أكثر من مميزة تسلطِ الضوء على تراثنا وخاصة القدور والأكواب وأدوات الاستخدام الأخرى وهذا النوع من الفنون الخزفية مهم جداً للحفاظ على تراثنا وهو جزء من تراثنا الفني، وجزء من هويتنا الفنيّة، التي يجب أن نهتم بها، ونتوارثها ونوّرثها ونحميها من الاندثار وهذا ما نعمل عليه في مركز الفنون التطبيقية، عبر إيلاء هذا الجانب الفنيّ اهتماماً كبيراً.
نهاية أحبّ أن أتوّجه بالشكر لكلّ المشاركين الذين وضعوا ثقتهم بالمركز وأساتذته، فكان هذا المعرض الجميل كما أتوّجه بالشكر لجريدة الوحدة، لناحية اهتمامها بكل النشاطات الثقافية.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار