على طــــــــريق إعــــادة الإعمـــــار «24»..الطــــرق الزراعيــة واقــع خجـــول وتطلعـــات طموحـــــة وغيــــاب الاعتمادات حدّ مـــن تطويرهـــــا

العدد: 9379

 الأربعاء 3-7-2019

تصنف محافظة اللاذقية كمحافظة زراعية بامتياز، حيث تحظى بتربة خصبة وإنتاج زراعي متميز على مستوى القطر، إن كان من الأشجار المثمرة والحراجية أو الخضار على مدار العام، وغالبية سكانها يعملون بالزراعة بأراضيهم المنتشرة على كامل جغرافيا المحافظة، ولكن الغالب على هذه الأراضي الطبيعة الجبلية الوعرة في معظم المساحات ما جعل توفر الطرق الزراعية التي تخدم هذه الأراضي العصب الحيوي والملجأ الوحيد للوصول إليها والعمل بها وخدمتها.

هذا الأمر الذي طالما أرّق المزارعين لوعورة الطرق وصعوبة الوصول لهذه الأراضي في ظل غياب استخدام الطرق التقليدية في الوصول إليها باعتماد الدواب سابقاً والاستعاضة عنها بالآلات الزراعية، وقد سعت الجهات المعنية لتخديم هذه الأراضي بالطرق الزراعية حيث أوكلت المهمة للخدمات الفنية علماً أن مديرية الزراعة سحبت يدها من هذا الملف باستثناء بعض الطرق الحراجية التي تنفذها دائرة الحراج.

واقع سيىء ولا تفي بالحاجة
وللوقوف على واقع الطرق الزراعية في المحافظة لما لها من أهمية في تفعيل العملية الزراعية وتسهيلها استطلعت الوحدة آراء بعض المزارعين من مناطق مختلفة من المحافظة.
* حيث ذكر كاسر علوني من قرية رأس القلورية أن واقع الطرق الزراعية في القرية سيء للغاية ولا يخدم مجمل الأراضي المتواجدة في وديان يصعب الوصول إليها ما جعل إنتاجهم الزراعي وعملهم يتأخر بشكل كبير نظراً للجهود المضاعفة وحتى استحالة وصولهم لها بآليات تحمل مستلزمات الإنتاج من أسمدة وحتى شتول ومياه.
* ولفت أحمد حمدي من كلماخو إلى سوء واقع الطرق الزراعية في القرية فأغلب الأراضي تتواجد بعيدة عن التجمع السكني فيها ما يحتم ضرورة وجود طرق زراعية تخدم هذه الأراضي وتسهل العملية الزراعية على الأهالي وفي الغالب الطريق الزراعية الرئيسية التي تصل القرية بالأراضي الزراعية وبساتين الليمون والزيتون تتعرض بشكل مستمر للانهدامات التي تجعل المرور عليها في غاية الخطورة.
* من جهته أشار أبو محمد كنجو من قرية دباش إلى أن القرية جبلية بامتياز وتتركز الأراضي على منحدرات شديدة ومدرجات تجعل من الصعب الوصول إليها في ظل غياب كامل للطرق الزراعية باستثناء الطرق التي مهدتها آلياتهم وممرات سير ضيقة تكفي للعبور مشياً، علماً أن القرية تتعرض بشكل مستمر للحرائق الكبيرة التي تلتهم مساحات واسعة من الأراضي لصعوبة الوصول إليها لعدم وجود أراضٍ تسهّل العملية.
* وأشار عدد من أهالي قرية سقوبين إلى سوء طريقها الزراعي الذي يستخدمونه أغلبهم للوصول إلى أراضيهم وما يشكله من خطر حقيقي عليهم أثناء عبورهم نظراً للانهدامات والحفر في جسم الطريق خصوصاً بعد الثكنة، ولفتوا إلى سوء واقع الطرق بشكل عام في القرية وكثرة الحفر والمطبات وعدم الالتفات لمطالبهم المستمرة بتحسين واقع الطرق المتضررة بشكل كبير والتي تغيب عنها أية ورشة للإصلاح والترميم منذ سنوات طويلة ما زاد سوء حالها وخروج أغلبها عن الخدمة والاستخدام إلا للضرورة.
مطالب ورجع الصدى
والتقينا رئيس رابطة فلاحي اللاذقية عبد الكريم مرتكوش الذي أكد للوحدة أن الطرق الزراعية في المحافظة سيئة للغاية حيث تتم المطالبات المستمرة عبر جميع المنابر الرسمية والمؤتمرات الفلاحية واللقاءات بالتوسع بشق الطرق الزراعية وترميمها وإصلاح المتضرر منها حيث لم تتم هذه العمليات منذ عام 2011 حتى الآن لدرجة أنها تحولت لممرات فقط وأغلبها خارج الخدمة نهائياً.
ولفت إلى أنه تم عام 2017 رصد مبلغ 100 مليون ليرة لمديرية زراعة اللاذقية كثمن للمحروقات رصدت للطرق الزراعية حيث تم تحويل مبلغ منها تمت بموجبها ترميم مساحات كان رصيد منطقة اللاذقية منها حوالي 37 كم ولكن توقف العمل لعدم استكمال المبالغ اللازمة للمتابعة، علماً أنه تم رصد جميع المناطق بالتعاون مع الوحدات الإرشادية والروابط الفلاحية لتبيان الطرق الزراعية التي تحتاج إلى ترميم وإعادة تأهيلها لوضعها في خطط العمل والتي تزيد على 100 كم وما زلنا بانتظار الردود والمباشرة بالتنفيذ حتى الآن فهذا الأمر يستحق المتابعة والعمل عليه نظراً لأهميته بتسهيل تنفيذ الخطط الزراعية وتحسين واقعها وإنتاجيتها.
وذكرت مصادر من الفرق الحزبية التي التقيناها في منطقة القرداحة تكرار المطالبات في الاجتماعات الحزبية بشكل مستمر بتحسين واقع الطرق الزراعية حيث يتم عن طريقهم رفع المقترحات بالنيابة عن الفلاحين لتعزيلها وإصلاح أعطالها الكثيرة، بالإضافة إلى شق طرقات جديدة تخدم المزارع وتسهل عمله، ولفتت المصادر إلى أن واقع الطرق الزراعية بالمنطقة سيء للغاية وبحاجة لإعادة تأهيل مع ضرورة التوسع بشق مساحات أطول بشكل يحقق الغاية من وجودها بربط الطرق الزراعية الفرعية بالطرق الرئيسية وأشاروا إلى بعض العقبات أحياناً بتنفيذ عمليات شق الطرق الزراعية التي تواجههم بسبب عدم توافق جميع الأطراف المتجاورة بالأراضي والتراضي فيما بينهم لشق طرق جديدة ما يفشل هذه العملية أحياناً ولسنوات طويلة وهنا تبرز عقبة أخرى في وجه هذا العمل.
تطلعات لتحسين الواقع
أجمع كل من التقيناهم على ضرورة إيجاد حل لملف الطرق الزراعية ومشاركة جميع الجهات المعنية برسم ووضع الخطط الجدية للتوسع بشقها وترميمها مع الأخذ بعين الاعتبار لآراء أصحاب الأراضي والمزارع كونهم الشريحة الأكثر تضرراً من سوء وضع الطرق الزراعية، وتذليل العقبات التي تعترض سير هذه العملية حيث دائماً تُرمى المسؤولية على عاتق الميزانيات المالية التي لا تفي بالغرض وصعوبة تأمين الوقود للآليات وغيرها من المستلزمات المطلوبة.
تطلعات وآمال طموحة لواقع معاش يومياً ويتطلب السير عليه الكثير من الصبر وربط الأحزمة خشية الوقوع في المطبات والمنحدرات مع الكثير من الأمل أن تعبّد جميع الطرق الزراعية ويغيب بذلك مبرر التقاعس من الذهاب للعمل بالأرض وعدم خدمتها بالشكل المطلوب.

ميساء رزق

تصفح المزيد..
آخر الأخبار