أيــــــــن نحن من الآخرين ؟

العدد: 9378

2-7-2019

 

أعتقد أن الكثيرين منا لا يعلمون أين تقع مدغشقر على الخريطة ولم يسمعوا بمنتخب مدغشقر من قبل، لا بل حتى إن الأغلبية يعرفون مدغشقر من خلال فيلم الكرتون الشهير مدغشقر فقط، إلا أن بطولة الأمم الإفريقية المقامة حالياً في مصر والتي يشارك فيها منتخب مدغشقر لأول مرة في تاريخه جعلته يدخل التاريخ ويسجل اسمه بأحرف ذهبية بين كبار القارة بعد النتائج المفاجئة واللافتة التي حققها حتى الآن وكان أبرزها على الإطلاق والمفاجأة المدوية هي إطاحته بحامل اللقب منتخب نيجيريا عندما تغلب عليه بهدفين نظيفين ليتصدر منتخب مدغشقر المجموعة ويتأهل إلى الدور الثاني، وهذا إنجاز كبير ومدوي يحسب لهذا المنتخب المجتهد الذي رفع اسم بلده عالياً.
طبعاً الذي دفعني للحديث عن هذا المنتخب ومفاجأته هو الحسرة والأسف على منتخبنا الوطني للرجال الذي مازال يبحث عن هوية له في وقت مازال القائمون على كرتنا يتغنون بأمجاد الماضي الغابر رغم أنها ليست بتلك الأهمية الكبيرة ويتناسون الحاضر.
ففي الوقت الذي مازال لاعبونا يتقاتلون ويختلفون على شارة الكابتن ومازلنا مكانك راوح, بدأت المنتخبات المغمورة كمدغشقر والتي لم يكن أحد يحسب لها حساب ولا حتى يعترفون بها بفرض نفسها وقالت كلمتها بأنها لم تشارك في بطولة أمم أفريقيا لمجرد المشاركة أو للسياحة بل هي أتت للمنافسة، لتفجر المفاجأت وتثبت للعالم أنه لا كبير في كرة القدم وأنها قادرة على المنافسة ومقارعة الكبار بل وحتى التفوق عليهم ومن أول مشاركة لها، رغم أن بطولة الأمم الإفريقية تعد من أقوى البطولات القارية وتضم منتخبات كبيرة وذات مستوى عالٍ.
بينما نحن في معظم مشاركاتنا كنا نخسر جميع مبارياتنا تقريباً في بطولة الأمم الآسيوية ونخرج من الدور الأول رغم أننا نكون من المرشحين للوصول إلى الأدوار التالية، وفي كل مشاركة يتكرر نفس السيناريو دون أن نتعلم من أخطائنا ودون أن يتطور مستوى منتخباتنا مما يجعلنا نصاب دائماً بخيبة الأمل ونتحسر على أحلامنا الضائعة .
ما الذي ينقصنا حتى يصبح لدينا منتخباً قوياً ينافس ويقارع كبار القارة الآسيوية ؟ وإلى متى سنبقى ننتظر ونحلم بأن يحقق منتخب رجالنا بطولة آسيا أو حتى على الأقل أن يتأهل إلى الدور الثاني؟ الحل موجود لكن طبعاً بالتأكيد هو بحاجة إلى قيادة رياضية حكيمة وتخطيط وإدارة صحيحة ومتمكنة وهذا ما نفتقده حتى الآن، فمعظم اتحادات كرة القدم السابقة والحالية فاسدة وجاهلة ولا علاقة لها بتطوير كرة القدم مع العلم أنه لدينا لاعبون مميزون وخامات ومواهب كثيرة وواعدة، يعني القاعدة موجودة لكن يبقى البناء والقيادة السليمة، وحتى ننجح في بناء منتخب قوي ومنافس كما نحلم يجب أن يتم التخلص من هؤلاء المتسلقين والمتطفلين على كرتنا والذين دمروها وأنهكوها وغير ذلك سنبقى نحلم ونتمنى إلى ما شاء الله.

عفاف علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار