الوحدة 12-10-2024
خيّم الحزن والغضب على الشارع الرياضي السوري، بعد ضياع الحلم والفشل الذريع لمنتخبنا الوطني للرجال بكرة القدم وخروجه المذل والمهين من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأسي العالم 2026 و آسيا 2027، بعد خسارته القاسية أمام منتخب اليابان بخمسة أهداف دون رد في الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات، ليحتل منتخبنا المركز الثالث في المجموعة برصيد 7 نقاط ويودع التصفيات المونديالية، فيما خطف منتخب كوريا الشمالية بطاقة التأهل الثانية إلى الدور الثالث والحاسم من التصفيات بعد أن احتل المركز الثاني إثر فوزه في الجولة الأخيرة على ماينمار بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، ليرفع رصيده إلى 9 نقاط و ليرافق منتخب اليابان متصدر المجموعة بالعلامة الكاملة.
وعقب هذه الخسارة المؤلمة تقدم المدير الفني لمنتخبنا الأرجنتيني هيكتور كوبر باستقالته من تدريب المنتخب خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد نهاية المباراة.
وكان الجمهور الرياضي السوري قد عقد آمالاً كببرة وبنى أحلاماً وردية وذهب بمخيلته بعيداً وتأمل بالوصول للمونديال لأول مرة في تاريخنا الكروي، خصوصاً أن مجموعتنا كانت تضم أضعف فريقين في القارة الآسيوية وهما كوريا الشمالية وماينمار، وبعد الوعود الكبيرة التي أطلقها اتحاد كرة القدم للجماهير السورية بعد تعاقده في شهر شباط من العام الماضي 2023 مع المدرب الأرجنتيني الخبير هيكتور كوبر، وجهاز فني معظمه من جمهورية مصر العربية والذي عمل على استقدام عدد كببر من اللاعبين المغتربين من أصول سورية،و يلعبون في السويد والأرجنتين إلى جانب عدد كبير من نجومنا المحليين و على رأسهم النجمان عمر السومة وعمر خريبين، و لكن رغم كل ذلك ورغم كل الدعم المالي والمعنوي والفني، والمعسكرات والوديات والصلاحيات المطلقة، فشل كوبر وجهازه الفني بشكل كبير ببناء منتخب قوي منسجم متجانس، بل كان المنتخب ضعيفاً في كل خطوطه، و لا يوجد انسجام بين لاعبيه، إضافة لعدم ثبات كوبر على تشكيلة ثابتة في المباريات التي خاضها واعتماده في معظم المباريات على أسلوب دفاعي مقيت، كما أنه كان متناقضاً جداً في تصريحاته، فبعد أن أبعد السومة عن نهائيات آسيا في قطر بداعي أنه لا يخدم استراتجيته، عاد مؤخراً و استدعاه لمواجهة كوريا الشمالية واليابان.
بالتأكيد، هذا الخروج الحزين لمنتخبنا يجب ألا يمر هكذا دون محاسبة.
الكل يتحمل المسؤولية من اتحاد كرة القدم إلى الجهاز الفني والإداري واللاعبين، ويجب محاسبة ومعاقبة كل من تسبب بإضاعة حلم التأهل للمونديال ومن تسبب بحزن الجماهير السورية المتعطشة للفرح والتي كانت تمني النفس بفرحة طال انتظارها، فكانت تنتظر فوز منتخبها وتأهله إلى المونديال لأول مرة في تاريخنا الكروي بفارغ الصبر لتنسى قليلاً ما تعانيه وتكابده من مصاعب ومتاعب ومنغصات في حياتها اليومية، ولكن للأسف، ضاع كل شيء وانتهى الحلم الكروي السوري وسننتظر حتى تصفيات مونديال 2030 لنعود ونحلم من بالتأهل إليه من جديد.
عفاف علي