الوحدة 1-6-2024
قد تستغرب العنوان حيث تسمع عن مخلفات صناعية ومخلفات بيئية وحتى منزلية وغيرها، واليوم ترى بأم عينيك مخلفات امتحانية من الطلاب وأهاليهم الذين ينتظرون أبناءهم خلف أبواب المدارس وحيطانها، فترى اليوم ونحن بامتحانات طلاب الشهادات الثانوية والإعدادية مخلفات من أهاليهم كأكواب القهوة والشاي ومغلفات البسكويت والشيبس… وكان أن شهدنا قبلهم من طلاب المراحل الانتقالية قصاصات وأوراق الكتب والدفاتر التي ذهبت بصفحاتها وسطورها في مهب الريح مع أتعاب عام دراسي في طرقاتهم ومواكبهم. إسماعيل – صف سابع أشار إلى أنه يمزق أوراق الدفاتر مع رفاقه كإعلان صارخ على انتهاء الامتحان، فهم يشعرون بمتعة كبيرة بهذا العمل، حيث الفرحة تغمرهم وتسعد قلوبهم، لكن ذلك يكلفهم الكثير والعقوبة كانت كبيرة من المعلمة التي شاهدتهم وطالبتهم بلم الأوراق التي أخذتها الريح على أطراف أبواب الأهالي القريبين من المدرسة وأبدوا انزعاجهم منها. حاتم – صف عاشر أشار بأن دفاتره وكتبه يحتفظ بها لأخته التي تصغره بعام، وبعض الدفاتر التي ما زال فيها بعض الأوراق البيضاء يضعها في الأدراج ليستخدمها كمسودة في العام القادم كما أنه في بعض الأحيان يطلب منه والده ورقة بيضاء ليكون له طلبه مستجاباُ.
ويجاريه رفيقه جاد بالرد ويضيف : جارتنا أم سام، تؤكد علي بأن أحتفظ لابنها بالكتب والدفاتر ولا أرميها في القمامة أو أعطيها للبقال، فهي لا تستطيع تأمين دروس خصوصية لابنها وهذا فوق استطاعتها، لهذا هي تطلع على دفاتري وتأخذ منها الجواب لتشرح لابنها وتوفر عليها المصاريف وتكف عنها السؤال.
أما غزل – صف عاشر، فتؤكد أنها تحتفظ بدفاترها في درج خاص بعيداً عن العيون والأحداق، حيث فيها الذكريات بأزهار وقلوب فرشت بأيام ودقات على دروب الأصدقاء حيث تتشابك معهم جدائل الضحكات والهمسات.
هدى سلوم