العدد: 9282
31-1-2019
قرأنا قبل سنوات عن استقالة وزير التربية النرويجي لأن طالباً في المرحلة الابتدائية خنق بطة حتى الموت في رحلة كانت تقوم بها المدرسة إلى الريف النرويجي.
الوزير آنذاك اعتبر نفسه مذنباً، وحمل نفسه المسؤولية الكاملة، معتبراً أنه فشل في وضع مناهج تعليمية صحيحة.
لا نعرف إن كان قادة الرياضة عندنا قد سمعوا بهذا الوزير من قبل، وكيف أن خنق بطة دفعته إلى الاستقالة، ولكن ما نعرفه أن خنق (حلم جمهور) لم يهز شعرة في رأسهم، فما بالنا بالاستقالة؟.
ترويج مضلل
يروج بعضهم -عن جهل- بأن شرط الاستقالة في بلدنا هو التوجيه من السلطة الأعلى، وهذا الكلام ليس مستنداً إلى حقائق ملموسة، فنحن لم نسمع عن فاشل تقدم بطلب إعفائه من مهمته، وعاد الطلب ممهوراً بعدم الموافقة، بل على العكس دائماً، نحن نسمع بأن الفاشلين يتمسكون بكراسيهم حتى ينقطع نفسهم، ويحاولون بشتى الطرق أن يزيدوا من أيامهم في موقع المسؤولية كما يحصل حاليا في المنظمة الرياضية ككل، فلو هبطنا إلى مصاف الدول المارقة لن يستقيل أحد، فهذا شرف لا يريدوه، ولن يدعوه.
التقاعد حياة جديدة
من الدهشة في مكان أن يكره المرء في سن التقاعد، فمفهوم التقاعد عندنا لا يعدو كونه نهاية الحياة للشخص المتقاعد في حين أن التقاعد يا سيادة العميد بوظو هو بداية حياة جديدة.
فمثلا يستطيع العميد بوظو أن يرفض مهمة (تطوير) المنتخبات الوطنية، ويستطيع أن يقول لمن كلفه : أنا قدمت سنوات طويلة من عمري في العمل الرياضي، ودوري قد انتهى، وعليكم الاستعانة بفكر جديد يملك من الحيوية ما يؤهله لخدمة كرة القدم السورية ومقاربة أمنيات الجماهير، وكي لا يشعر السيد العميد بالملل، يمكنه أن يكتب مذكراته، ويروي لنا قصصا لم نسمع بها من قبل خاصة أنه أصبح معمرا ويعرف عن الحياة ما لا نعرفه.
ويعود الدوري غداً
غدا تبدأ مرحلة الإياب من الدوري الممتاز، وينصرف الجميع إلى مشاكل أنديتهم، ويفرح اتحاد الكرة من كل قلبه، فهذا ما كان ينتظره، ولو كان بمقدره إطلاق مرحلة الإياب في اليوم التالي لخروجنا من كأس آسيا لفعل.
في هذا المقام نتوجه بنصيحة لجماهير الأندية مفادها أن اضبطوا أعصابكم، وحاذروا على (شماريخكم)، فعين اتحاد الكرة حمراء تتربص بكم، وبنود العقوبات جاهز لتدفع أنديتكم ما في خزائنها، وإياكم والألعاب النارية، فالحرمان من الحضور سيف مسلط على رقابكم، وكما تعلمون لا رحمة عندهم ولا من يحزنون، فمن خيب آمال الجماهير السورية مجتمعة لن يصعب عليه الاستفراد بمعاقبتها منفردة…اللهم إني بلغت، فاشهد.
غيث حسن