العدد: 9375
27-6-2019
إطلالة ساحرة تتعطر بأنداء الصباح، وتكتحل بأنسام المساء الرطبة، ترنو من شرفة يغسلها برود الليل بعد انقضاء نهار صيفي حارّ طويل..
شوارع البلدة وطرقاتها تتأرجح فيها ظلال الأشجار، تداعبها الرياح تحت نور الشمس نهاراً، وليلاً في ضوء القمر، تنمو اللقاءات ويحلو السمر..، كان للسؤال جواب وللمواسم يقظة، وللألوان نقاء وللصوت مداه.
لكن ما الذي تغيّر؟ الناس، والعلاقات الإنسانية الحميمة بينهم؟ هذا وذاك والزمان والمكان و..
يمضي الوقت، تتوالى الأيام وتغادر بعيداً عن رقة الشعر والأغاني والحبّ والسماح، ومن جوانبها ينسحب العطف والحنان والصوت والأصداء.. وحيداً يبقى وجع الأرض والحقول لا يبلسمها إلّا معاول الفلاحين،
لا يمسح دمع البيوت إلّا أهلها، قاطنيها الأصليون وبرجوع الغائبين عن الديار، وإشاعة الوهج والسلوان إليها.. وفي دعة وهناء يفرش النهار جناحيه كطائر عاد إلى عشه بعد رحلة طيران مضنية، أو كغمام غطى أديم الأرض والسهول فأنعش زرعها وضرعها..
ولنبتهج بعودة أفراح الوطن، ووقف قراع طبول الحرب، ولنعلم أنّ للحرب نهاية، كما لكلّ شيء نهاية، وأن للحبّ والأمل طريقاً، ولبناء ما دمرته الحرب في الإنسان والأرض كلّ الاهتمام والعناية.
ولتشعل و تتألق أنوار الأعراس بدلاً من نيران الحروب التي نريدها أن تخبو وتهوي على جسد الأرض كسراب يتلاشى سريعاً، ويبدأ دفء الوقت وترجيع الذاكرة بصفاء الصورة ونقائها..
بسام نوفل هيفا