مشروع «مدى» يطفئ شمعته الثالثة عطاء غزير .. وتشاركية تفاعلية بهويـّة سورية

العدد: 9375

 الخميس 27-6-2019

مجموعةٌ من الشَّباب والشَّابات أخذت على عاتقها مسؤولية النّهوض الثقافي، وإحداث تغيير نهضوي وتوعوي في مبدأ التشاركية الثقافية، فكانت لهم بصماتهم في الحركة الثقافية على مختلف الصّعد، في مدن سورية عدّة، جمعهم حبّهم وشغفهم بالثقافة، استثمروا طاقاتهم ووظّفوا إبداعاتهم الخلاّقة فكانت نتاجاتهم الهادفة محطّ أنظار الكثيرين ونقطة استقطاب لكلّ المواهب والخبرات السّورية، وأسسوا مشروع (مدى) الثقافي، الذي يطفئ اليوم شمعته الثالثة.

لتسليط الضوء على هذه التجربة المتميزة في عالم الثقافة والأدب والعلم، التقينا رئيس مجلس الإدارة لـ(مدى) الأستاذ رامز حسين وكان الحوار الآتي:


– كيف لمعت فكرة التأسيس لمشروع مدى؟
المقاومة الثقافية عبر المؤسسات المدنية أحد أشكال المقاومة التي يتسلّح بها أيّ شعب في زمن الحرب، من هذه المؤسسات كان مشروع (مدى) الثقافي، الذي بدأت إرهاصات وبوادر براعمه من حمص عبر مجموعة من الشباب ثم امتدّ إلى دمشق واللاذقية، وتحوّل من العمل العفوي إلى العمل المؤسساتي المنظّم والهادف.
– ما تعريفه وأيّ شعار يحمله كمنهج عمل وخارطة دلالة؟
في تعريفه هو مشروع تطوعيّ بالكامل بعيد عن السياسة والدين والطوائف، يتّخذ من العمل الثقافي الخالص طريقاً لإبراز هويته المستقلة كمشروع سوريّ ثقافي يعكس حضارة وعراقة الشعب السوري، وتاريخه الممتدّ عبر آلاف السنين، وقد رفع المشروع شعار الثقافة التفاعلية كمنهج عمل، فلا قيمة للثقافة إن لم تكن حركة تفاعل متبادل بين المبدع والمتلقي، كما اعتنى بإعادة ربط الثقافة بالمتعة كطريق للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، وهكذا ابتعد المشروع عن الطّرق التقليدية، وابتدع لنفسه خطّاً مغايراً نوعاً ما في نشاطاته وتجسّد هذا في سلسلة (كرم اللولو) التي استمر الحوار فيها بعد المحاضرة لزمن يفوق أحياناً زمن المحاضرة نفسها، كما حدث أيضاً عن الموسيقا في الدّراما السورية في فعالية (بقعة ضوء).
– ماذا عن فئة الشباب المستهدفة في أغلب نشاطاتكم دون سواهم؟
اهتمّ مشروع مدى الثقافي بفئة الشباب، فهم الفئة التي يعوّل عليها في إحداث التطوير الجوهري في بنية البيئة السورية وثقافتها، من هنا كانت بعض أفكار الفعاليات تنصبّ على جذبهم ومنها (ترانيم)، الأمسيات الموسيقية التي تستضيف طلاباً وموهوبين لهم طموحاتهم في ترك بصماتهم في المشهد الثقافي الموسيقي السوري، وكذلك فعالية (مدانا سينما) عن الأفلام القصيرة للسينمائيين الشباب.
كما يهتمّ المشروع بأن يكون نتاجاً لكلّ السوريين وموجّهاً إليهم، من هنا كانت فكرة معرض الفنّ التشكيلي (سورية بتجمعنا) الذي جمع حوالي سبعين فناناً من كلّ أنحاء سورية ومن مختلف الأعمار والمدارس إضافة إلى فنانين من العراق وفلسطين.
– حدّثنا عن فعالية (اكتشف سورية)؟
أحد أهم تعبيرات المشروع عن هويّته المتميزة كانت فعالية (اكتشف سورية) التي انطلقت في دمشق تحت اسم (هذي دمشق) وفي حمص حملت اسم (حمص الحجار السّود)، وهذه الفعالية يشرف عليها مختصون في مجالي السّياحة والآثار، تهدف إلى التعريف بمعالم سورية الأثرية والتاريخية من خلال جولات ميدانية إلى المواقع، والحديث عنها في جوّ تفاعلي.

– هل من إصدارات بمشروع (مدى)؟
نعم، يصدر المشروع مجلة (مدى) الثقافية الإلكترونية، وهي مجلة فصلية تهتمّ بكل ما له علاقة بالثقافة، وخصوصاً في سورية، وتتنوع مقالاتها بين الفكرية والأدبية، والنصوص الشعرية والنثرية والقصة القصيرة جداً، والهايكو والمسرح والموسيقا والسينما والفنّ التشكيلي والتصوير الضوئي والتاريخ والآثار، إضافة إلى التحقيقات الاجتماعية، وتصدر على موقع مدى الالكتروني وعلى صفحة مدى على الفيس بوك.
للمشروع أيضاً مكتبة للإعارة والبيع، مقرها حمص، هدفها إعادة الروح للكتاب الورقي، ومساعدة الشباب على نشر نتاجاتهم من خلال وضع كتبهم فيها ويسعى المشروع لإقامة مكتبات أخرى في باقي المدن، كما يرفع المشروع شعار (مدانا محبة) ويعمل على أن يكون هويته الروحية، فالمحبّة قادرة على الجمع والإنتاج، لذا نركّز عليها فعلاً لا قولاً.

بقي أن ننوه إلى أن مشروع (مدى الثقافي) تطوّعي بالكامل، يغطي أعضاؤه نشاطاته وفعالياته دون دعم مالي من أي مؤسسة عامة أو خاصة، واستطاع خلال فترة قصيرة، الوصول إلى عدد كبير من السوريين فكان هذا حافزاً لتوسّعه وامتداده على الساحة السورية، فامتدّ إلى اللاذقية والسويداء، إضافة إلى دمشق وحمص، وأصبحت نشاطاته منارات ثقافية وفكرية تتبنى أسماء كبيرة إضافة إلى المواهب الشابّة لتقدّمها إلى الجمهور الثقافي ويسعى المشروع للامتداد في باقي المدن السورية، لتعمل كلّها تحت اسم مشروع (مدى) الثقافي بالهويّة السّورية الخالصة.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار