مسؤوليتنا تجاه أولادنا

العـــــدد 9374

 26 حزيــران 2019

زارتني سيدة محترمة طالبة يد ابنتي للزواج من ابنها، قلت بعد أن رحبت بها: ليس لدي بنات للزواج، (بحلقت) بي وإشارات العجب تغزوني قالت: ابنتك صف بكالوريا، قلت: وهل طالبة بكالوريا صالحة للزواج تتحمّل عبء زوج ومسؤولية بيت وأسرة؟
إنها يا عزيزتي مازالت طفلة وفي هذا العمر هي بحاجة إلى رعاية واهتمام حتى يكتمل نموها، مع ذلك لم أخبر ابنتي ولم أخبر زوجي بطلبها.
وإني لأتعجّب من الأهل الذين يزوّجون بناتهم في عمر صغير، أقول لهم : دعوهن يمارسن طفولتهن ولهوهن بالحياة حتى ينضجن.
وكما تعجبت من امرأة قد انفصلت عن زوجها ولديها طفلة تخلّت عن رعايتها لجديّها، وحين بلغت دعتها تعيش لهوها وقد أخبرتني إحدى الفتيات أن والدتها وبخّتها لأنها لم تأخذ أكثر من خمسة وعشرين ألف ليرة من شاب سلّمته نفسها، لأسمع لاحقاَ أنها حامل وهي في الصف العاشر.
تذكّرت أختي حين كانت صغيرة تركض خلف صوص لتمسكه فهاجمتها (القرقة) ونقرتها في جفنها ومن المؤكد أنها كانت تريد أن تنقرها في عينها.
تذكرت قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
ليس اليتيم من استراح والداه من همّ الحياة وخلّفاه ذليلا
إنّ اليتيم من كانت له أماً تخلّت أو أباً مشغولاَ
أتمنى أن يعيش أطفالنا حياتهم بمراحلها بما تتطلبه منهم المرحلة ليكونوا رواد المستقبل وأعمدته حينها لا نخاف على أمتنا من الانهيار.

وحيدة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار