مربـّــو الطــيور.. كشـّاش الحـــمام من التهــمة إلى المهــنة

العـــــدد 9374

 26 حزيــران 2019

 

(كشاش حمام) مهنة لمن ليس له مهنة، ينزعج منه أهل الحي، وقد أطلق طيوره لتحلق عالياٌ في السماء وفوق أسطح العمارة والبنايات، وهو ما يبعث فيهم الانزعاج ويدفعهم لسرب من الأقاويل بريش كذاب، فإن كانت لها أسواقها ومهرجاناتها بطقوس وسوق هل يمكن أن نغير نظرة المجتمع عن (الحميماتي)؟
الجمعية السورية لمربي الطيور والحيوانات الأليفة بشعارها (القادم أجمل) هي أول جمعية مرخصة أصولاً ضمن الأراضي السورية لتكون المظلة الجامعة لكل المربين المحترفين والهواة لتشكل نواة أساسية في رفع سوية الإنتاج ودعم المربين للوصول بهم للعالمية، أسسها أصحاب (الخبرة العملية في مجال تربية الطيور، الإجازات في الطب البيطري، الخبرة العلمية في مجال الأدوية البيطرية، الأيادي البيضاء في تطوير الهواية).

عمر كيخيا أمين سر الجمعية قال: لدينا أكثر من مئة عضو في الجمعية من اللاذقية واثنان من مؤسسيها, وأنا مربٍ للطيور في بيتي منذ أكثر 25 سنة حيث الكل منا لا يتعدى عمله وصنعه من الطيور غير هواية لا مورد فيها أو كسب بل مجرد محبة وزينة، وقد أقيم في اللاذقية أول مهرجان للجمعية، مهرجان سورية كل مافيكي سلام، وكان حدثاً هاماً وسوقاً جمع مربي الطيور مع الناس ليكون بينهم بيع وتجارة وشهد إقبالاً كبيراً غير مسبوق حيث الناس انتظروا خارجه نتيجة الزحمة وتتوسع نشاطاتنا لتكون في كل المحافظات وتغطي الجمعية جغرافية بلدنا، لكن مركزها في دمشق. 

ينصب اهتمامنا اليوم على إشهار هذه الهواية فليس من بيت أو حي أن يخلو منها، وهي محببة وقديمة عند كل السوريين، حيث لدينا طيور مسجلة بتصنيف عالمي باسم سورية، فنحن أصحاب بيئة خصبة لكثير من الطيور النادرة ولدينا تنوع حيوي كبير، وهو ما يدفعنا للاهتمام بتربيتها، (الكناري، الحسون..) السوري معروف للعالم ويطلب بالاسم (سوري) وأيضاً الحمام الشامي.
بالمجمل طيور الزينة واحدة في كل المحافظات عدا طائر الحسون وهو طائر موجود حصراً بجبال اللاذقية، نحاول حمايته والحفاظ عليه فهو مهدد بالانقراض من الصيد الجائر، وقمنا بحملة قمنا برعاية المحافظ إطلاق الطيور بمحمية الفرنلق، والتي أتت ضمن حقل أهداف الجمعية في التعاون مع الحكومة لأجل إنعاش المحميات وتفعيلها، فخدماتنا فيها تتعدى دور الرقابة والإبلاغ عن حالات الصيد وتصل إلى حماية أعضاء الجمعية وتقديم الخدمات للأعضاء وتأمين أدوية ومستلزمات المهنة مع نصائح علمية وعملية وفنية وأفكار جديدة لإمكانية تربية طيور الزينة ضمن المنازل كمشروع لزيادة دخل المربي ذي الدخل المحدود، وقبل فترة قصيرة كان لنا اجتماع بوزارة الزراعة في دائرة الإنتاج الحيواني لتفعيل هذه التربية والوصول بالهاوي فيها إلى الاحتراف وإنتاج الطيور، وليس شرطاً عليه أن تكون لديه جملة من الطيور ويكفي أن يبدأ بزوج منها مثل الكنار ينتج ما لا يقل عن (7-8) آلاف ليرة في الشهر، فما بالك بأربعة أو خمسة أزواج منها يمكن أن يحقق دخلاً إضافياً جيداً، نعمل على تفعيل هذا الدور حيث يمكننا تقديم المشروع كدعم لجرحى الجيش ويمكن أن يتحقق بعد دراسة مع الشؤون الاجتماعية.

 


كما أننا نعمل على تغيير نظرة المجتمع عن مربي الطيور ومفهومه الخاطئ لكشاش الحمام فهو هاوٍ وفنان متل الرسام والنحات وبنفس الوقت منتج للطيور أي منتج زراعي متل أي منتج للأبقار أو الأغنام هو نوع من أنواع الزراعات غير المألوفة متل زراعة الفطر التي انتشرت بالفترة الأخيرة ليستفيد منها، ونحن جاهزون لتقديم الخبرة والمساعدة كمشرفين، وبدأنا فيه بالتحضير لدورات بدعم من وزارة الزراعة وننتظر الموافقة عما قريب بطرق التربية القديمة وتحويل التربية من هواية لعائد ماديّ واحتراف فهو من أهداف الجمعية الأساسية.
لدينا اهتمام كبير بالمبتدئ أي الهاوي لتزويده بالخبرة وما خلصنا له من تجاربنا ليقطع أشواطه بارتياح حيث نقوم على توعيته ونمسك بيده ليصل الاحتراف ويكون له مشروعه الذي يعتاش منه، كما غيره ممن يعتاشون على تربية الدواجن والأبقار، وطيور الزينة هي ثروة حيوانية مثل أي ثروة أخرى وعائداتها المادية أفضل ولا تتطلب الكثير ويكفيها مكاناً صغيراً ولو كان في البيت بالإضافة لكل هذه الخدمات التي تقدمها الجمعية نقوم بحماية المربي من غبن سماسرة المصلحة ونساعده على تصريف إنتاجه ليحقق الربح، كما أن له الثبوتيات والتوثيق عندنا إضافة (لبلاكات) لطيوره ترقم بالعضوية والاسم تصل به لأي دولة في العالم.
الطيور تتعرض للأمراض متل أي كائن حيّ أمراضها عادية ولدينا شركات منتجة لأدويتها ولها مكانتها في العالم وليست غالية قياساً بدول الجوار ونحن الأرخص وتناسب دخل المربي ولدينا أطباء يزودون المربين بالمعلومات مجاناً، لكن لنا في طعامه وعلفه بعض المعاناة حيث زراعته تتم بشكل محصور وقليل أي أن زراعة الحبوب ومحاصيلها التي تستهلكها الطيور قليلة مثل (البريقة والدخن) تزرع بمساحات قليلة بريف (دمشق وحماة وحمص) لقلة اهتمام المزارعين بشأنها كما غيرها من المزروعات لنستوردها من روسيا فقط بسبب العقوبات الاقتصادية.

 

وأشهرت الجمعية في 4/3/2018 لأجل حماية مربي الطيور وتطوير مهنتهم لنصل بهم حد المنافسة مع دول الجوار، لنا علاقات تعاون وصداقة مع الجمعية (الأردنية، العراقية، الفلسطينية ) للطيور وأيضاً الاتحاد الكويتي للطيور، ولكن الحرب أثقلت علينا بعض الشيء، وكنا قد اشتركنا مع الأردن في معرضها بمشاركة حضور، ونوجه رسالة من الجريدة لتغيير نظرة المجتمع حول مربي الطيور ولدينا صفحة على السوشل ميديا خاصة بالجمعية، مثلما أنت تحب الرياضة والفن نحن نحب تربية الطيور .
هيثم صاحب محل طيور وكان في شغل وتدبير لمبايعة، أشار إلى أنه منذ صغره يحب الطيور وقد رباها في بيته وابتدأ بزوجين ليزداد عددها كل أربعين يوماً وتصبح بأعداد وأحجام، فيفتح لأجلها محلاً عام 2010 ولم يكن يدري بداية أنها صنعة وفيها رزقه ومصدر عيش عائلته، لديه الكنار والعواشق والبراكيت والجنة و.. فكما يقول: فيها الربح ويمكن الخسارة بعض الأحيان عند تعرضها للمرض أو الموت فهي روح، وأسعار العلف متدرجة (100-500) ليرة ولكل طير طعامه المفضل لكن الأغلى الكنار والذي سعره بين (1500-150ألف) ليرة وهو أجنبي لا أعمل بتجارته، يمكن أن نتعرض بمهنتنا هذه للغش كما أي سلعة أخرى.
الدكتور البيطري علي زعبي: أشار لنا بأن الأمراض الموجودة في سورية كثيرة منها: الأمراض الفيروسية الجدرية وطاعون الطيور البرونشيت..، الأمراض الجرثومية فيها الكثير بالكشف واختبار التحسس، الأمراض الفطرية كثيرة نتيجة الرطوبة في بلدنا ولا يدري بها المربي إلى أن يأتي بطيره إلينا نحدد العلاج بالإضافة للأمراض الطفيلية وتكون ديدان داخلي وخارجي، لدينا 60 شركة منتجة للأدوية البيطرية وأغلب الأدوية متوفرة وفعالة بنتائجها إذا ما كان التشخيص صحيحاً.
من صعوبات العمل: استغلاء المربي لأجورنا التي لا تأتي إلا بالحد الأدنى لمواد وأدوية العلاج مثل الحالة التي أتت اليوم، طير يحتاج لعمل جراحي ويتطلب التخدير فتح البطن، ليقول صاحبه: 10 آلاف ليرة كثيرة وسألني حذف التخدير عندها رفضت فالطير يتوجع كما أي روح، وكثير من الأطباء يحجبون عن معالجة الطيور لكني أحب هذا العمل ولو بأجر التكلفة وأجد نفسي فيه، ويزور عيادتي كل يوم وسطياً ما يزيد عن العشرة، وحالياً أنا مدرس في الجامعة بالمعهد التقني، وأنصح هواة ومربي الطيور أن لا يهملوا معالجة طيورهم و(يخبصوا بالأدوية).

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار