يوم القدس العالمي

الوحدة 5-4-2024

تمر بنا الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لتذكير العالم بيوم القدس العالمي، الذي نادى به الإمام الخميني ليكون يوماً تجتمع فيه الأمة على نصرة القدس مدينةً، وفلسطين شعباً، و توحد كيان الأمة، وتظهر أهمية ومحورية مدينة القدس بالنسبة لنا خاصة، وكونها قضية إنسانية بشكل عام. وهنا تبرز العديد من الأسئلة أولها: هل القدس لنا؟
وللإجابة نقول: إن القدس لنا إذا كنا نحن جميعاً لها، إن تزوير التاريخ الممنهج الذي دأب عليه الصهاينة، ومن سار في ركابهم يسعى لطمس هوية القدس من خلال تغييرها ديموغرافياً وبنيوياً بالحفريات المتواصلة وشراء العقارات متناسين أنهم نتاج وعدِ من لا يملك لمن لا يستحق. إن أحقيتنا في القدس أصبحت تمتد لأحقيتنا في الوجود، فعلينا أن نعي أن القدس أصبحت تمثل خريطة العالم الذي يخرج في مظاهرات تندد بجرائم الاحتلال الصهيوني.
إن نداء يوم القدس العالمي يضع العالم بأسره أمام واجباته ويؤكد أن القدس لنا جميعاً، مدينة السلام، مدينة تجتمع فيها كل الديانات للعبادة، إن أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه و إقامة دولته و عاصمتها القدس تؤكده كافة الشرائع الإنسانية و المواثيق الدولية و شرعية حقوق الإنسان.
وذُكر حقُّهم ووجودهم في التوارة بعدة مواضع بسفري الخروج ويشوع و القضاة و إشعيا وأكد أنهم سكان فلسطين الأصليين في ٢٨٧ موضعاً.
فالفلسطينيون موجودون قبل سيدنا إبراهيم في أرضهم و بالعهد القديم. و هذا يقودنا إلى السؤال الثاني: هل ستعود القدس لنا؟
علينا أن نكون على يقين كامل بعودة كامل التراب المحتل لأن الله عادل، وها هي جرائم الصهاينة و شرورهم تضج بها الدنيا و تخرج الشعوب في أقطار الأرض للتنديد بجرائمهم بحق الشعب الفلسطيني من تمييز عنصري و إبادة جماعية و غصب للأراضي، و ما نراه من مظاهرات من اليهود أساساً ضد الحركة الصهيونية خير دليل على انتكاسة في الفكر الصهيوني بعد إقناع اليهود بأفكار الاستيطان.
من جهة أُخرى نجد أن الإيمان بالله و التمسك بالأرض و ما نشهده اليوم في غزة من شعب مؤمن بالله و بقضيته وتمسك بترابه يشكل أسطورة في تاريخ نضال الشعوب بهذا الصمود الأسطوري.

د. خلدون القسّام

تصفح المزيد..
آخر الأخبار