الوحدة 30-3-2024
هنالك عدد هائل من الأطفال الذين يجردون من حقوقهم الأساسية بالعيش في بيئة آمنة، ومن حق التعلم، والحصول على الرعاية الصحية والاجتماعية، بالإضافة لتعرض هؤلاء الأطفال للتعنيف اللفظي والنفسي والجسدي وإرغامهم على الأعمال الشاقة.
إن عدد الأطفال المعنفين وفاقدي الرعاية الأسرية في سورية في تزايد مروع، ومع تزامن ارتفاع العديد من الشعارات المنادية بحقوق الطفل ما زلنا نرى العديد من الأطفال المرغمين على العمل في بيئات خطرة مواجهين قساوة مجتمع رافض لهم دون معرفتهم بأي ذنب يرفضهم هذا المجتمع وينفر منهم. يسعى فريق سيار حول سورية منذ سنوات عدة لرفع أصوات هؤلاء الأطفال ومحاولة منحهم بعض حقوقهم في التعليم واللعب والتوعية بخصوص حقوقهم في هذا المجتمع.
إن استرداد حقوق الأطفال ليس بالأمر السهل، ولن يتحقق بسهولة، ولكنه واجب على كل مواطن ومواطنة وكل مؤسسة ومنظمة عاملة في المجتمع. وهو القضية الأساسية التي نعمل على نشرها انطلاقًا من مسؤوليتنا تجاه هذا المجتمع. فتقديم العطف، التقبل، الغذاء، واللباس للأطفال مسؤولية يجب أن نعمل على تحقيقها لمنح الطفولة السورية حقوقها التي حرمت منها، وتحقيق مستقبل أفضل لكل طفل.
هذا ما جاء في تقديم فريق سيار لأولويات نشاطاتهم وفعالياتهم مع أطفال الشوارع والمهمشين وذلك انطلاقاً من الرؤى والتطلعات المتمثلة في تمكين وتعزيز دور فئات الأطفال المتشردين في الشوارع للمشاركة في بناء مجتمع مُعافى وفق نظم وقيم المجتمع، وفي محاولة لدمجهم مع كلّ شرائح المجتمع السوري، وتأكيداً من أعضاء فريق – سيار – على أهمية الاعتناء بهؤلاء الأطفال الذين تحملوا عبء العمل في سن مبكرة.
ما زال – فريق سيار – التطوعي يقوم بحملات وفعاليات متعددة بهدف رسم البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال بشتى الطرق ، فظاهرة أطفال الشوارع بحاجة إلى مساهمين مجتمعيين يتبنون هذه القضية للإضاءة أكثر على واقعهم وإحداث تغييرات وآثار إيجابية تجاه النظرة الحالية لهؤلاء الأطفال وكذلك العمل من أجل تغيير حياتهم ومساعدتهم في العودة إلى طفولتهم.
وتتمثل الخدمات التي يقدمها فريق سيار اللاذقية لأطفال الشوارع بالعمل على إقامة العديد من الأنشطة التي تساعد في تلبية احتياجات هذه الفئة المهمشة من المجتمع، من خلال استهداف أطفال الشوارع وغير المسجلين في المدارس، كما يسعى لإعادة الأطفال الذين انقطعوا عن التعليم إلى المدرسة، وهذا العمل يتم من خلال عدة محاور لتحقيق الأهداف وهي: محور التعليم ومحور التوعية ومحور العلاج بالفن و محور التنشيط ويُخصص لذلك مجموعة من النشاطات الأسبوعية الدورية. إذ يقوم الفريق بالعديد من الأنشطة والفعاليات على عدة محاور، وتتضمن هذه الأنشطة بشكل رئيسي: الجانب التعليمي والجانب التنشيطي. مع التركيز بشكل أكبر على الجانب التعليمي، وذلك بتعديل خطة التعليم من خلال فرز الأطفال إلى فئات حسب مستوى استيعابهم والفئة العمرية التي ينتمون اليها.
أما في الجانب التنشيطي وانطلاقاً من حاجة الأطفال إلى الحركة والتحفيز ، يختار الفريق ألعاباً من الدليل الخاص بمشروع “سيار” بالإضافة إلى ألعاب أخرى تكون محفزة ومنشطة.
أما التطور الملموس فهو بالخطة التعليمية الجديدة التي اعتمدها الفريق، وهذا ما يعد إنجازاً قياساً بالظروف الصعبة والإمكانيات القليلة لدعم ورعاية هذه الفئة المهمشة اجتماعياً.
أما التطور الثاني الذي تحقق من خلال عملهم، فهو القدرة على جذب أطفال من مناطق بعيدة ومن مختلف الفئات العمرية بسبب اكتسابهم الثقة والمحبة التي تنعكس على المجتمع الذي ينخرطون به.
الجدير بالذكر أن سيار فريق اللاذقية – هو جزء من مشروع سيار في سورية الذي انطلق من مدينة دمشق بهدف دعم أطفال الشوارع والوقوف على أهم احتياجاتهم ورعايتهم ، أما في اللاذقية فقد بدأ في الأول من تموز لعام ٢٠١٧.. وهو فريق غايته إبراز قضية الأطفال المهمشين في المجتمع السوري وتحسين أوضاعهم التعليمية والتوعوية وإكسابهم مهارات وقدرات تمكنهم من المشاركة والاندماج في المجتمع .
فدوى مقوص