العدد: 9371
الأحد-23-6-2019
يعد مستوى الطموح من أهم محددات سلوك الفرد وتصرفاته وأسلوب تعامله مع الآخرين، ويعدّ قلق المستقبل من المؤشرات التي يمكن أن تدلنا على مستوى طموح الفرد، فهناك طلاب يسعون باتجاه تحقيق الأهداف ونحو التحصيل الأكاديمي الذي يؤمن لهم الفرصة في تحقيق أهدافهم، وهناك طلاب يسعون باتجاه التعلّم فيستفيدون من الخبرات المدرسيّة ويعدّونها فرصة لاكتساب المعرفة والمهارة اللازمة لهم في حياتهم المستقبلية كما يحدث في التعليم المهني، وهناك طلاب يسعون نحو الدرجة وغالباً ما تؤثر عليهم الضغوطات الاجتماعية والتنافس الذي تفرضه المجتمعات وقوانينها الخاطئة من حيث ربط قيمة الفرد ومكانته بمستوى تحصيله الأكاديمي متناسين أنّ الطلاب هم كائنات اجتماعية لها أهدافها ونظرتها للمستقبل وتوقعاتها وقدراتها التي تختلف من فرد لآخر.
كذلك يجب على كل أسرة أن تعرف أهداف ابنها وخطته وتمّده بالثقة بالنفس وتشجعه على الإتقان والابتكار وتنمّي لديه الميل إلى الكفاح وتؤكد على الخبرة اللازمة له في المستقبل من أجل الارتقاء بنفسه مهنياّ ووظيفياً وأن يربطوا بين مستوى الطموح الأكاديمي المتوقع من الفرد للوصول إليه في مجال الدراسة ومستوى الطموح المهني المتوقع منه في مجال العمل.
ويجب أن يكون هناك جلسة كشف للذات فيعرض الطالب خبراته ويطلعهم على آماله وأمانيه والمخاوف التي يعاني منها والمشكلات التي تقلقه ويُعرّف بنقاط القوة ونقاط الضعف لديه.
هناك الكثير من العثرات التي تعترض تحقيق الفرد لطموحه ويجب عليه أن يصنع منها سلماً ليصعد ويرتقي وأن يحدد أهدافه ومعركته ويتجنب المعارك الصغيرة، لأن انشغاله بالمعارك الصغيرة قد يؤخره عن تحقيق آماله وتُضيّع الفرصة عليه وعندما يثق الفرد بذاته وقدراته (قادر وأستطيع وجدير) فإنّه يكون في المسار الصحيح ويجب ألا يتهيب صعود الجبال حتى لا يعيش أبد الدهر بين الحفر وعندما يقرر الفرد ويرفع سقف طموحه ويطوّر أدواته ويعزز نقاط القوة لديه فإنّه من المؤكد وفقاً للتجارب التي مرّ بها المبدعون ورحلات الفشل والإرادة والتكرار والتصميم والاستفادة من الإخفاقات التي واجهتهم أثناء ابتكاراتهم التي خلّدت أسماءهم في سجل الحضارة فإننا يمكن أن نحصل على نسخ من العلماء والمفكرين الحقيقيين الذين نعتمد عليهم ليكونوا ثروتنا في المستقبل وعدتنا من أجل بناء وطن منيع عظيم كعظمة قائده وإرادة شعبه وأمجاد جنوده.
باسم إبراهيم شرمك