فــــــي عيد الموسيقا العــــــالمي منســــقو الأغــــــاني كصـــــانعي العطـــــور

العدد: 9371

 الأحد-23-6-2019

 

 

 

فارس الأسطوانات «الدي جي» عابد

 

 

اعتمد تنسيق الموسيقى في الحفلات والأعراس سابقاً على مطرب وفرقة موسيقية تغني بضعة أغانٍ تقليدية ،على عكس اليوم فقد درج في أيامنا الدي جي Dj وهو اختصار لعبارة دسك جوكي والتي تعني فارس الأسطوانات منسق الأغاني المسجلة، والذي يقوم باختيار وتنسيق ومزج مجموعة أغان مسجلة ومقاطع موسيقية بحيث تكون سرعة إيقاع ثابتة مع إمكانية إجراء تحريفات وإضافة مؤثرات صوتية إليها وبثها للجمهور وذلك لزيادة المتعة والإثارة ولتحفيزهم على الرقص عليها ومن الأسماء التي لمعت في هذا المجال الدي جي عابد اونر الذي عرف بذوقه الرائع والذكي بالاختيارات وقارئ ومتفاعل جيد مع الجمهور وسعيه الدائم للتجديد والاطلاع على كل حديث سواءً في الآلات أو بالأغاني ومحترف في استخدام الأدوات الخاصة به؛ وفي لقائنا معه وجهنا له بضعة أسئلة منها:

* ما أحدث المعدات والآلات التي يستخدمها اليوم في الحفلات؟
اليوم هو عصر الديجيتال عصر الكومبيوتر لذلك نستخدم الكونترول مع سوفت وير خاص بالدي جي تعمل مع بعضها بكفاءة عالية وهناك داخل السوفت وير مؤثرات صوتية تعد ولا تحصى وأصبحت أستطيع عمل ميكس لأربع أغانٍ مع بعضهم بحرفية تامة والحاسوب يتسع لعدد هائل من الأغاني المضغوطة أي بنك أغانٍ هائل.
* وعن عدد الحفلات التي يحييها سنوياً؟
أصبح الطلب على الدي جي أكبر من ذي قبل ولدينا بالتأكيد الحفلات والأعياد التي تعدّ أساس عملنا فضلاً عن برامج يوم الخميس والأعراس التي لا عدد لها لتصل إلى رقم غير محدد حسب الموسم ولكن بالمجمل إلى تزايد كبير عن ذي قبل داخل وخارج سورية وعلى اختلاف المحافظات.
* فما هي الموسيقى الرائجة اليوم والتي يطلبها الناس في الحفلات؟
الرائج اليوم هو الصولو الشعبي لأنه حماسي جداً جداً من ناحية الموسيقى الشرقية، أمّا من ناحية الموسيقى الغربية، فالرائج والمطلوب موسيقى التراب (نوع موسيقى أمريكي منذ التسعينيات في بعض القطع الموسيقية من جنس التراب كل بيت يعقبه تكرار عبارة مأخوذة منه قبل بداية البيت الموالي، ومن الأغاني التي يقدمها عابد أغاني الديجيكس التي يعمل عليها حديثاً أغنية ناصيف زيتون –ما بظن- وأغنية شيرين -يا بتفكر يا بتحس- وأغان كثيرة على صفحة الفيس بوك Dj/Abed&Jano/onex .
* فبماذا تختلف أغاني دي جي الأعراس عن أغاني الحفلات أو الافتتاح لبعض المحال التجارية؟
إذا كان الدي جي بعرس فالنوتات التي أختارها حتماً ٩٥%نوتات شرقية و٥%غربية أمّا إذا كانت حفلة عامة فتكون ٥٠%شرقية و٥٠%غربية.
* وعن آخر المدخلات الموسيقية التي يعتمدها؟
سابقاً كنا نعتمد عازف ايقاع الطبل، أمّا اليوم فقد أضفت عازف البيركشن وهي عبارة عن لوحة الكترونية يوجد بداخلها جميع أصوات الإيقاعات العالمية -الشرقية منها والغربية وحتى اللاتينية والأفريقية، فنحن نضيف للأغنية مدخلات إيقاعية جميلة ومحفزة وحماسية، وجديدي اليوم في عالم تنسيق الأغاني تجارب جديدة أعمل عليها مرافق للدي جي عازف ساكسفون وعازف ترومبيت – وهي آلات موسيقية نفخية صوتها رائع جداً وستكون جميلة ولكنها لازالت قيد التجربة والتمرين.
* ففي عجلة التطور والتجديد ما هي الأنواع الموسيقية الحديثة والدارجة اليوم؟
الحديث اليوم هو موسيقى التراب وهو عن إيقاع حديث يدخل بجميع الأغاني الحديثة حالياً والموسيقى الحديثة هي نفس الموسيقى المعروفة والشعبي والأغنية الراقصة. والجديد بهذا الخصوص هي سرعة الأغاني فقد أصبحت أبطأ من ذي قبل ففي الماضي كانت أبطأ أغنية سرعتها ١١٠ BPM أما اليوم فسرعة الأغنية الجديدة أصبحت ٩٨١BPM.

 

رهام حبيب

 

 

و«الدي جي» عقبة : ذائقة عالية وخبرة كافية

 

 

كلما اقترن العلم بالموهبة كان العمل أفضل وأكثر نضجاً وكلما كان الاهتمام والولع بما تعمل كانت النتائج مُرضية وباهرة.
هذه أهم الشروط لنجاح وتميز أيّ عمل يقوم به الإنسان وهي من أساسيات كل عمل فني لافت ومميز وناجح وربما من أكثر تلك الأعمال التي تتطلب من صاحبها ذلك هو عمل منسق الأغاني أي الـ (D –j) لأنها باتت أساسية في حياتنا وفي مناسباتنا المتعددة ولها حضور متميز وشيق، لأن الموسيقا بالنسبة للشباب خاصة وللعموم باتت تحتل مكانة لا يستهان بها والتطور التكنولوجي والرقمي الذي اقتحم حياتنا فتح المجال والأبواب على عالم واسع من أنواع الموسيقى الغربية والشرقية أمام منسق الأغاني.
ما أشبه عمل (D –j) بصانع العطور الفاخرة ،فكلما كان صانع العطور لديه الذائقة العالية والخبرة الكافية كلما كان عمله متميزاً ومبدعاً ويكتب التاريخ اسمه في سجلاته، هكذا هو عمل الـ (D –j) إذا لم يمتلك تلك الموهبة في مزج عدة ملفات صوتية بطريقة احترافية مصحوبة بعلم الصوتيات والمؤثرات لينتج موسيقى جديدة وإيقاعاً فيه من روحه وفنه الكثير يكون قد اختار المهنة الخطأ وليبحث عن غيرها. وكلما تنوعت الخلطات البعيدة عن التكرار كلما ازداد مستوى الـ D –j.
حول هذه المهنة الراقية والجميلة والمبدعة التقينا السيد عقبة كيال الذي له باع طويل في عالم هندسة الصوت والـ D –j ليحدثنا عن تفاصيل هذه المهنة وخصوصيتها وكل ما يتعلق بها فكان الآتي:

بداية كلمة D –j هي اختصار لـ DISCK JOCKY أي مُقّدم الأغاني المسجلة بمعنى آخر، هو ذلك الشخص الذي يعمل على اختيار ومزج الملفات الصوتية المتعددة والمتنوعة في وقت واحد من أجل خلقِ ملفٍ جديد لم يسمعه المتلقي من قبل، ويُقدمه بطريقةٍ جديدة وحديثة وبإيقاعٍ سريعٍ مع إمكانية إجراء التحريفات وإضافة مؤثرات صوتية بطريقة احترافية.
من هنا يأتي دور الموهبة والعلم والذائقة الفنية العالية والفن في عملية الدمج، عادة هذه المهنة تكون مرتبطة بالنوادي الليلية والحفلات والأمسيات والأعراس والمناسبات الخاصة، هي مهنة الشباب وبالتحديد تختص فئة من الشباب المهووسين بالأغاني الصاخبة وعندهم موهبة دمج تلك الأغاني الإيقاعية مع أنواع موسيقية أخرى وطرحها للجمهور، هي مهنة تتطلب موهبة وكفاءات عالية وخصوصاً ونحن في عالم الصوتيات الرقمية، فلم تعد هذه المهنة مجرد الضغط على الأزرار، إنه فن قائم بحد ذاته يقوم على إنشاء خلطات خاصة تتناسب مع طبيعة المكان وطبيعة المناسبة، وكلما ازدادت وتنوعت تلك الخلطات كلما ارتفع مستوى العمل وتصبح مرتبطة ارتباطاً قوياً بإسعاد المستمع والمتلقي، وهذا العمل يتطلب توافر مكتبة موسيقية عالية الجودة تحوي أحدث الإصدارات وحتى القديمة لها دور كبير في عملية الدمج.
من الأسباب التي تجعل منسق الأغاني ناجحاً في مهنته هو حضوره المتميز واللافت والذي يشد انتبه الجمهور له وهذا من أهم أسباب نجاح الـ D –j أي (شعبيته الكبيرة) وبعمله المميز يستطيع أن يعوض عن حضوره المباشر ضمن الحفلة أو المناسبة.
ولهذه المهنة كغيرها من المهن الأخرى ميزات عدة وعيوب أيضاً، ميزاتها هي إثبات وجودك في عالم الفن بطريقة متميزة.. وتصبح لديك ثقافة فنية عالية وغنية وهي مهنة بعيدة عن المظاهر فهي لا تتطلّب التكلف والظهور بطريقة معقدة بل على العكس هي تتطلب البساطة في المظهر بشكل يؤمن الراحة للـ D –j ولا يلزم توافر مكان معين بل على العكس كلما كان الـ D –j بعيداً عن الجمهور كان أفضل وبذلك يستطيع أن يتحكم بعمله بحرية أكبر ومن أهم صعوباتها أنها مهنة تتطلب الكثير من الجهد العضلي والفكري والبحث المتواصل عن كل جديد وانتقاء الأجمل والأحدث ويتطلب مطالبة ومتابعة دائمين لأن المنافسة كبيرة وقوية والبقاء للأقوى والأجدر.

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار