العدد: 9371
الأحد-23-6-2019
يعدّ رسم الكاريكاتير أحد فنون الرسم المميزة لأنه ترك للصورة مهمة إيصال فكرة ما بهدف النقد أو السخرية، للغوص أكثر في هذا الفن التقينا الفنان محمود هلهل مدرس وعضو في الجمعية العلمية التاريخية السورية وأمين مكتب الفنون الجميلة في ملتقى البيادر الثقافي ومشرف فريق الرسم في مبادرة أبناء الأمل وكان لنا اللقاء الآتي:
* لنبدأ بالتعريف عن الفنان محمود هلهل وكيف بدأ مسيرته الفنية؟
بداية أحب أن أشكرك وأشكر صحيفة الوحدة التي تضيء على كل ما يهم المواطن في ساحلنا الحبيب وبلدنا سورية ويشرفني ويسعدني هذا اللقاء على صفحات جريدة الوحدة العريقة.
بدأت موهبة الرسم منذ الطفولة وكان والديَّ ومدرس الرسم أول المشجعين، ولكن يمكننا القول: إن البداية الحقيقية كانت في المرحلة الإعدادية والثانوية وقد تسبب اهتمامي وانشغالي بالرسم بتراجعي دراسياً ولكن لهذه الأيام ذكريات رائعة ولازلت أحتفظ برسوماتي في تلك المرحلة، وبعد إنهاء دراستي وتعييني كمدرس للتربية الفنية بدأت مرحلة الرسم الاحترافي وعندما رأى نقيب الفنانين التشكيليين في محافظة طرطوس الأستاذ سليمان أحمد رسوماتي دعاني للمشاركة بمعرض مدرسي التربية وهذا كان أول معرض لي وبعدها توالت مشاركتي بالمعارض، ولا زلت أتعلم الجديد حتى الآن وأتمرن كثيراً بدون انقطاع وهذا أدى لزيادة خبرتي وتغيير أساليبي بالرسم يوماً بعد يوم وابتكار أساليب جديدة دائماً، بمعنى أنني أتعب وأجتهد على نفسي وخبرتي الفنية كثيراً ودائماً، وما وصلت إليه من خبرة إنما نتجَ عن تعب سنوات في مجالات الفنون كافة والكمبيوتر وغيرها، وبالتأكيد أنا في بداية مسيرتي الفنية وأعمل جاهداً لأكوّن بصمة خاصة بي.
* عرف عنك رسم الكاريكاتير هل تجده أصعب من باقي الفنون وبما يتميز عن غيره؟
أحب رسم الكاريكاتير وأمارسه بعدة أساليب وبعض هذه الأساليب مبتكرة وجديدة عملت عليها من خلال دمج عدة تقنيات، وللكاريكاتير مميزات يتفرد بها في قدرته الكبيرة على التأثير من خلال اختصار هموم مجتمعية أو حتى هموم وهواجس الأمة في رسوم صغيرة ذات معاني كبيرة وبالتالي هو من الفنون الصعبة أو كما يقال من السهل الممتنع لأنه يتضمن فكرة يجب أن تكون واضحة وجلية وهذه الفكرة قد تكون مؤلمة ومصيرية لكن يجب طرحها بأسلوب فكاهي يرسم ابتسامة ودمعة فهو الفن المضحك المبكي بامتياز.
* بما أن الكاريكاتير يلامس هموم المواطن هل تجد الإقبال عليه كبيراً؟
بما أن الكاريكاتير مترجم لمعاناة وهواجس الشعوب بطريقة ساخرة فهو من الفنون المحبوبة كثيراً على المستوى الشعبي وحتى على المستوى النخبوي فإن كان الكاريكاتير هو الابن العاق للفن التشكيلي الذي انْفَلتَ من قواعده الصارمة فهو ابناً للصحافة بالتبني وضمن هذه المنظومة المتنوعة.
* عرف عنك حبك للحياة البحرية هل حدثتنا عن تجربتك هذه؟
إن للحياة البحرية في قلبي من العشق ما لا يمكن لي وصفه وهذا قادني لأعمل على مشروع توثيق الحياة البحرية السورية من خلال خبرتي ورحلات الغوص التي أقوم بها لهذه الغاية فأنشأت صفحة أضع عليها معلومات عن الكائنات والتضاريس البحرية أسميتها (الحياة البحرية السورية) وهي أول صفحة علمية لتوثيق ودراسة الحياة البحرية السورية، كما اكتشفت بعض الكائنات الوافدة الجديدة على بحرنا، ونوّهت على خطر نقص وتهديد الكثير من أنواع الأسماك و الكائنات البحرية بالانقراض، ولا زلت أعمل على هذا المشروع من خلال مراقبتي الدائمة لشواطئنا بكل محبة و شغف.
* إلى أين يأخذك الرسم؟
من خلال دراستي لتاريخ الرسم والفنون منذ الحضارات القديمة وجدت أن الرسم والفنون كانت ناقلاً للعلوم ومسبباً في وجودها فأنا أعتبر الأبجدية رسم والأعداد رسم والتصوير رسم… إلخ، وهو كالجسد من الروح لكل العلوم وهذه النظرة عظمت شأن الرسم في نفسي كثيراً فوق محبتي وعشقي له، وأرى الرسم علماً وفناً بآن فضلاً عن عوالم الصفاء والسمو التي يأخذني إليها بعيداً عن ضوضاء الماديات في العالم المحسوس.
* الآن أنت تتعامل مع الأطفال فماذا اكتشفت بأصحاب الأنامل الرقيقة؟
إن عملي مع الأطفال ما هو إلا أمانة في عنقي لاكتشاف المواهب وتنميتها بقدر استطاعتي، وما أجده من أطفالنا الموهوبين عظيم الشأن وهؤلاء هم الطاقة الكامنة لمستقبل بلدنا إن تم استقطابها ودعمها بالشكل المطلوب.
* هل هناك مشاريع جديدة لك؟
أتمنى أن يوفقني الله بتنفيذ مشاريعي الفنية والتي لا تخلو من أفكار جديدة ومبتكرات نتجت من خلال تعلمي المستمر عبر السنوات وأعمل على أن ترى هذه الأفكار النور قريباً.
* كلمة تود الختام بها؟
أتمنى أن يتم الدعم الحقيقي لكل موهوب وفي كل المجالات، فالإنسان السوري مبدع منذ الأزل ونجاح السوريين في الخارج شاهد على هذا الكلام، وأملنا كبير على الفعاليات الاقتصادية والسياسية العمل على هذا ليس بالكلام فقط بل بالدعم والتبني الحقيقي للمواهب وتشكيل مؤسسة أو وزارة مهمتها استقطاب المواهب ورعايتهم وتأهيلهم حتى نصنع العلماء والفنانين بما يليق مع بلدنا بلد الحضارة الغارقة في التاريخ.
رنا ياسين غانم