«سيمفونية الخشب» توليفة نحتية خشـــبية راقيـــــة

العدد: 9370

 الخميس 20-6-2019

 

استقبلت صالة الباسل للمعارض التابعة لفرع اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية معرضاً نحتياً خشبياً نوعياً بعنوان /سيمفونية الخشب/ للنحاتين جابر أسعد, د.غيث ضاهر, ومصطفى شخيص. والمعرض نوعي لأنه قدّم توليفة مميزة جداً من منحوتات وجداريات خشبية بعيداً عن تقليدية معارض اللوحات التشكيلية. ليجد المتلقي نفسه محاطاً بعالم جديد من الفن الراقي أساسه الخشب على أنواعه بأساليب ومواضيع مختلفة. وللتعرف على المزيد في المعرض كانت لنا وقفات مع الفنانين النحاتين المشاركين.

البداية مع النحات جابر أسعد الذي حدثنا عن تجربته مع النحت وعن أعماله المشاركة فقال: تجربتي مع النحت قديمة جداً، بدأت منذ كنت طالباً بالمرحلة الإعدادية فكان حبي للنحت في الطين، وبسبب ظروف عملي التي لم تكن تسمح لي أن أمارس هذا الفن، تأجل كل شيء للعام 2010 عندما أصبحت عضواً في الاتحاد بعد عدة تجارب خزفية، وكان أول معرضٍ خزفيٍ لي عام 2016 بمركز الفنون التطبيقية، وأيضاً في نفس العام والمكان أول معرض فردي خشبي. ومع الخبرة والممارسة طوّرت, كأي فنان، أدواتي, وخاصة أن التعامل مع الطين يتطلب شروطاً صعبة, فكان الخشب. بالنسبة لهذا المعرض شاركت بـ /17/ عملاً نحتياً خشبياً بخامات خشب الجوز والدلب والطيقب والسنجريق. وكله بالإزميل والمطرقة لمواضيع الإنسان والمرأة والأمومة, بأسلوب يعتمد على الاختصار الشكلي وتجريده ليفهمه المتلقي من دون داعٍ لشرحه. إذ ببساطة وسلاسة يمكن فهم عملي الذي يحمل قيماً فنية مشابهة لتلك التي يحملها العمل المعقد وأخيراً أحبّ أن أتوجّه برسالة من خلال أعمالي الفنيّة وهي بأنه ليس للفن عمر. يستطيع الفنان الموهوب أن يبدأ متى كانت الإرادة موجودة, ولابدّ للموهبة الدفينة أن تظهر مهما طال الزمن وخاصة عندما يكون الفن في جينات الإنسان أو ينتمي لعائلة فنية وأحبّ أن أتوجه هنا بالشكر لأخي الفنان سموقان الذي شجّعني كثيراً في خوض تجربتي الفنية.

الوقفة الثانية النحّات د. غيث ضاهر الذي قال: مشاركتي من خلال/23/ جدارية نحتية خشبية أساسها خشب الزان وهو خشب غير مطاوع تحدّيته وتمرّدت عليه من شغفي بالنحت بأسلوب الروليف, وهو فن صعب يعتمد على نحت أو تفريغ الخشب, أما الصعوبة أو الندرة في أسلوبي فهو لأنني استخدمت البعد الثالث. فأغلب أعمال الروليف بسيطة وتميل للطابع الكلاسيكي, أما أعمالي فحاولت أن أضيف عليها طابع الحداثة باستخدامي للبعد الثالث. كل ما ترينه هو بجهد شخصي من دون أن أتلقى أيّ تعليم أو دورة, اتجهت مباشرة إلى النحت بمفردي, من أولّ لوحة لآخر لوحة. أول لوحة كانت من 3 سنوات وأول معرض كان بصالة هيشون. كان مجرد بداية لأنجرف اليوم, وأتعمق بهذا النحت محاولاً إدخال نمط جديد ومفهوم حداثوي جديد يزيد من القيمة الفكرية للعمل النحتي وليكون لي مشاركات في ثلاثة معارض جماعية في ألمانيا. وأحضّر الآن للمعرض الرابع في ألمانيا أيضاً. بقي أن أشير أن التلوين في منحوتاتي الجدارية ليست متممة للعمل النحتي من الناحية التقنية وإنما من الناحية الجمالية. 

التلوين ليس لتحسين أو إخفاء عيوب, هو متمم جمالي وليس مكمّلاً تقنياً أما بالنسبة لموضوعاتي فهي الإنسان والطبيعة والصوفية والمرأة التي لابد أن تكون حاضرة.
الوقفة الثالثة مع النحات مصطفى شخيص الذي قال: شاركت بخمس جداريات نحتية خشبية, ومنحوتتان حجريتان و /12/ عملاً نحتياً, بمواضيع مختلفة الأمومة, وحالات العشق وتوصيف لحالات نفسية ومواضيع من شريعة الحياة والخط العربي. ومن خلال تجربتي النحتية التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود, وكانت بداية مع الخشب ثم مع الحجر لأعود اليوم مع الخشب, خشب الزيتون والتوت والجوز, والخشب مادة مقدسة له تشكيلاته الطيّعة في التنفيذ وبالتالي التشكيل, وله قيمة أكبر عند المقتني على عكس الحجر المتعب والصعب جداً في التعامل والتنفيذ إضافة إلى نفاياته المضرّة على الإنسان والطبيعة. واليوم بعد سنوات من العمل والتجارب والمعارض صار عبء المحافظة على احترافية التقنية النحتية أصعب لتبقى لائقة بصفة الفنان الذي يجسدها والذي يجب أن يحافظ على أمانة الفن ويكون أميناً وأصيلاً يحترمه المتلقي.

 

آراء في المعرض
النحات أحمد علاء الدين
المعرض خطوة إيجابية يجب أن يحذو حذوها فنانو اللاذقية. أما بالنسبة للأعمال النحتية فهي وبكل صدق مميزة جميعها وأخص بالذكر أعمال د.غيث ضاهر لأنها أعمال حسّاسة بطريقة مرعبة وجميلة جداً وأسلوبها نادر ولا أنكر أن روليف مصطفى شخيص مميز وكذلك جابر أسعد أعماله نحتية واقعية ورائعة.
النحات أحمد بلة: لا شك أن المعرض يجمع ثلاثة أسماء نحتية تفتخر بهم اللاذقية. لكل نحات أسلوبه وأفكاره ليجمعهم الفن النحتي ونتمنى أن تكون سوية كل المعارض بمستوى هذا المعرض.
النحات كرم خضر
المعرض جميل وفيه تنوع وغنى بأعمال فنية تعكس لجهد فكري وجسدي للمشاركين ثلاثتهم فالنحات جابر أسعد التكوين عنده تطوّر كثيراً وهو أفضل من تجاربه السابقة التي كنت متابعاً لها وأعجبني بالمرتبة الأولى والنحات مصطفى شخيص متطرق للتجريد أكثر وأنا أميل للانطباعي والواقعي ولكن تجريده جميل أيضاً. أما د.غيث ضاهر فنحته جميل جداً وأحترم الروليف الذي بدا عليه الجهد والصبر لولا التلوين الذي لم أحبّه في جدارياته.

مهى الشريقي 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار