امرأة في الأربعين

العـــــدد 9369
19 حزيــران 2019

 

في زحمة الحياة، فجأة وجدت نفسي في الأربعين من العمر، الخامسة والأربعين وقاربت الخمسين!
هذه الأرقام لم أسمع عنها سابقاً، بدأت أشعر بالخوف، ولاحظت أن الباعة يقولون لي يا (حاجة) والأولاد يقولون يا (خالة) ثم ازداد الأمر سوءاً عندما صار بعض الشباب المهذبون، يقفون لي في وسائل المواصلات كي أجلس مكانهم!
كانت لحظات قاسية ومروعة, ولكن المفاجأة كانت بالنسبة لي، عندما علمت أنه في أوروبا ينتظرون بفارغ من الصبر، هذه المرحلة من العمر، ويسمونها (سنيور) وهي مرحلة الشباب الأخرى، والتي تبدأ بعد عمر الستين، أي بعد أن يكبر الأولاد، ولم يبق عندهم مسؤوليات كبيرة، فتبدأ حياتهم في الرحلات الممتعة بالسفر والنزهات والسهرات ضمن كروبات ونوادي، بمعنى أن الحياة تبدأ من جديد في هذا العمر، ولكن بروح وصيغة أجمل من الأولى، وأنضج وأوسع في متعة الاكتشافات، ولذلك هم ينضجون ولا يكبرون! أما نحن نستسلم للنهاية ونقول: (الستون تحتاج سكين)..
أي نمدّ رقابنا لسكين الوقت, عساها تذبحنا وننتهي قبل أن يتحملونا الأولاد, ونصبح عالة عليهم، وللأسف هناك في وطني, في سن العشرين وقلوبهم وروحهم في سن الستين!
وكانت قد قدمت منظمة الصحة العالمية تصنيفاً جديداً لمراحل عمر الإنسان، فقد أعلنت أن الأشخاص إلى عمر 65 يعتبرون في سن الشباب حيث قسمت حياة الإنسان كالتالي: من الولادة وحتى 17 دون السن القانوني، و (17- 24) مراهقة (25- 65) شباب و (66- 79سنة) متوسط العمر و (80-90 سنة) كبار السن و100 سنة وما فوق معمر، تصور يا رعاك الله
قالت لي صديقتي: استنتجت من حياتي أن العمر هو عداد للأيام فقط . . وأن العمر الحقيقي هو أن تبقى روحك وقلبك شابة، وأن سر العبقرية هو أن تحمل روح الطفولة إلى الشيخوخة . . كي لا تفقد الحماس أبداً ، ولا يهم كيف يراك الآخرون.. المهم كيف ترى نفسك!
هناك مثل فرنسي يقول: عمر الرجل كما يشعر، وعمر المرأة كما تبدو! فليكن لك ذلك سيدتي..

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار