الحرف اليدوية مهددة بالاندثار.. كيف يمكن إحياؤها من جديد؟!

الوحدة 10-2-2024

تميزت محافظة اللاذقية منذ القدم بممارسة العديد من الحرف التقليدية حيث كانت أوغاريت مهداً لهذه الحرف، ومن أهم الحرف المتوارثة (صناعة مراكب الصيد، مجسمات السفن، تطعيم الخشب، صناعة الفخار، الأواني المنزلية الفخارية، كراسي القش والخيزران، الصدف والموزاييك ، سكب وتشكيل المعادن، أطباق القش والسلل، صناعة الحرير وتربية دودة القز). وقد تميزت اللاذقية بهذه الصناعات نظراً لموقعها الجغرافي، حيث تعتبر ملتقى للثقافات القديمة والحديثة، ولكن هذه الحرف تعاني من مصاعب كثيرة نظراً لقلة المردود المادي للعاملين بها، ولما تحتاجه من جهد ووقت لإنتاجها من جهة ونظراً للمنافسة الشديدة من قبل المنتج الصناعي وعدم وجود أسواق مخصصة للعرض والتسويق من جهة أخرى، هذا ما تسبب بالانعكاس سلباً على واقع هذه الحرف وعزوف الكثير من العاملين عن مزاولتها، حتى أصبحت مهددة بالاندثار، وحول كيفية إحياء هذه الحرف وآلية العمل التي يتم بها دعم الحرفيين، أكد أ. جهاد برو رئيس اتحاد الحرفيين في محافظة اللاذقية للوحدة أن الاتحاد يولي الرعاية الكاملة لحمايتها والحفاظ عليها من خلال مطالبة الجهات المعنية بضرورة إحداث أسواق خاصة بهذه الحرف وضرورة قيام الحكومة بدعمها مادياً لحمايتها كونها موروث ثقافي وحضاري عريق تميزت به سورية منذ القدم، وأوضح أ.برو أن أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع هذه الحرف هي:
وصول الصناعات الحديثة لتحل مكان الإنتاج اليدوي شكل سبباً قوياً ألحق الضرر بالمنتج اليدوي.
ندرة الموارد الأولية التي تحتاجها هذه الصناعات وارتفاع أسعارها أدى إلى عزوف الكثير من الحرفيين عن مهنتهم.
هجرة معظم الحرفيين إلى خارج القطر بسبب الوضع الاقتصادي الذي أدى إلى كساد منتجات الحرفيبن مما دفع الكثير منهم إلى التخلي عن حرفته والبحث عن مصدر رزق آخر.
وعند السؤال عن كيفية إحياء هذه الحرف وجعلها منتجاً أساسياً في الأسواق، أكد أ.برو أنه يمكن تنمية الحرف اليدوية من خلال تنظيم الحرفيين المهرة ورعايتهم والاهتمام بهم وذلك يتمثل بتأمين المواد اللازمة للإنتاج وإنشاء أسواق خاصة للمهن اليدوية قرب المواقع الأثرية، وهذه مطالبنا ونطالب بها باستمرار الجهات المعنية في المحافظة بإحداث أسواق خاصة بالمهن اليدوية التي تعد عاملاً أساسياً لجذب السياح، وطالبنا أيضاً بإقامة نداوت تعريفية في وسائل الإعلام عن الحرف التقليدية السورية لإعطائها الزخم الإعلامي اللازم. وأضاف أ.برو أنه تم مؤخراً افتتاح مركز لتدريس الحرف اليدوية ضمن مناهج كليات الهندسة والمعاهد التابعة لها في جامعة تشرين، حيث تقوم الجامعة بالتنسيق مع منظمة اتحاد الحرفيين لرعاية هذا المركز وإدخال الحداثة إلى الحرف اليدوية ضمن برامج تواكب التطور التكنولوجي الذي دخل جميع مناحي الحياة.

علاء فوزي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار