كــلام فــــي الكــرة لن نطوي صفحة اتحاد الكرة

العدد: 9281

30-1-2019

لن نستغرب إن أطل علينا المسؤولون عن خيباتنا الرياضية ومن مرغوا أحلامنا بالتراب ليقولوا لنا بأن مطالبات الجماهير لهم بالاستقالة ليست إلا مؤامرة دولية أممية تقاد من الخارج وهدفها النيل من نجاحاتهم المتتالية، ولن نستغرب إن رفعوا دعاوى قضائية على كل من (سولت له نفسه) أن يبكي على منتخب بلاده بعدما فرط بحلم الظهور المشرف في البطولة القارية، ولن نستغرب شيئا من أناس لم يدركوا حتى الآن بأن صمتهم وتطنيشهم لملايين السوريين هو إهانة موصوفة لن تمر مرور الكرام.
بالأمس القريب خرج طارق جبان بحديث إذاعي أكد من خلاله كل ماتناقله الشارع الرياضي السوري بعد النكسة الأخيرة في كأس آسيا.
مساعد مدرب المنتخب السابق أقسم بأغلظ الآيمان على أن المدرب الألماني لم يشهد في تاريخه أجواء سيئة كالتي شهدها في ضيافتنا، فقد كان العجوز يعمل رئيسا للجنة مصالحة بين اللاعبين أكثر من عمله كمدير فني للمنتخب بعدما انشرخ الصف وتحول إلى فوضى عارمة.
الجبان نفى كل الاتهامات الموجهة إليه في الفترة السابقة، ونزه نفسه عن كل الأخطاء التي ألصقت به ظلماً(كما قال)، و قدم صورة جيدة عن المدرب الألماني معتبراً إياه ضحية لأجواء المنتخب غير الصحية، ورغم أن الجبان وزع المسؤولية على جميع أفراد بعثة المنتخب إلا أنه حمل فادي الدباس كل المسؤولية عن أخطاء الجميع ،وأكد أنه كان يحاول التدخل بكل شيء حتى التشكيلة، فتأكدنا بعد حديثه أن المنتخب كان عبارة عن روضة مشاغبين يحكمهم مدير فاشل ترك لهم الحبل على غاربه ، وأودى بنا جميعا إلى التهلكة.
لقد أحزننا حديث الجبان، و أجج جرحنا المفتوح، فالبكاء على أطلال المنتخب بات حقا طبيعيا بعدما عرفنا أن (الولدنة) وغياب الحسيب والرقيب ضيعا علينا فرصة ذهبية لن تتكرر في المدى المنظور.
ومع تكشف هذا الكم الكبير من الحقائق المؤلمة مازال رئيس الاتحاد يفضل الصمت، و(يطنش) مطالب الجماهير بالظهور الإعلامي ومواجهة هذا الكم الهائل من السخط على أدائه، وإن أردنا أن نحلل هذا الصمت لن نجد سببا له سوى عدم قدرته على تقديم أي مبرر مقنع لفشله في قيادة المنتخب ، ولا نستبعد أن يكون رئيس الاتحاد ينتظر بداية مرحلة الإياب من الدوري الممتاز كي ينشغل الجميع بأنديتهم وينسوا نكسة المنتخب.
لن نطوي صفحة اتحاد الكرة لأنها يجب أن تبقى في الواجهة إلى أن نأخذ منهم ثمن دموعنا وقهرنا ، فمازال حقنا عندهم ولن نسامحهم مهما حاولوا الإفلات من المحاسبة ، وليكن بعلمكم أن المسألة لا تتعلق بخروج من بطولة فقط ، بل ترتبط بالماضي الكروي الأليم ، وتستشرف مستقبلا أكثر إيلاما إن بقيت هذه العقلية المهترئة تقود الرياضة السورية.

غيث حسن

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار