عطلة كانونية

الوحدة :17-1-2024

جاد الصغير ذو العشرة أعوام ينتظر يوماً مشمساً ليخرج من البيت، وكل صباح يسأل والدته أن تسمح له بالخروج لملاقاة رفاقه، لكنها تسرع بالجواب الذي يطرق أذنيه كالمعتاد لتقول: الجو بارد وماطر وقد تمرض، ولا يوجد أحد في الطريق، ألا تلاحظ؟ اذهب والعب مع أختك شمس، فيتأفف ويقول: لقد مللت الجلوس في البيت واللعب مع أختي، ما أجمل الامتحان كانت فيه الشمس ساطعة والجو دافئ، ولما جاءت العطلة والراحة فيها جاء المطر وحبسنا في البيت، أريد الموبايل لأرى متى ينتهي هذا الجو، أريد الخروج واللعب، وقصد الحدائق والمراجيح أريد شمساً غير أختي، فتضحك والدته وتقول له: “في كانون كن بيتك يا مجنون”، سأحضر لك طعاماً شهياً فأنت تحب الكبة، والبطاطا الحلوة في المدفأة، وقد أحضرها والدك البارحة، الطلاب تأهبوا للعطلة بعد الامتحانات ولكن الأجواء الشتوية خيبت آمالهم ليسجنوا بالبيت لكن الكبار منهم لم يمنعوا أنفسهم من التسكع في الطرقات مع الرفاق حتى لو تبللوا بالامطار ، يامن صف عاشر أشار بأنه لا يأبه بالأمطار فالحديث والتسلية مع رفاقه تنسيه البرد والمطر، وهو يركض.
كما أنه مع رفاقه يقصدون المقهى لأجل الأركيلة فهي محببة لديهم في الشتاء وهم ينظرون للمارة من الزجاج، يترصدون حركاتهم ومواقف مضحكة تثير السؤال، وهو لا يكترث بما تقوله أمه عن كانون والبرد محاولة منعه من الخروج، فقد انتهى من الامتحان ويحق له الخروج إن كان شمساُ أو أمطاراً، وتساءل: تمنعني اليوم من الخروج في عطلتي ولم تكن لتمنعني من الخروج للدروس الخصوصية حتى في عز كانون والبرد، ويومان وتأتي المدرسة عندها ستدفعني للخروج من المنزل وقصد المدرسة والدروس، وتنسى كانون.

 

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار