غـــاز ونــاس في قيــود

العدد: 9281

30-1-2019

كل يوم عجقة وضجيج مع ناس و(جرار غاز)، لكنه اليوم على غير العادة (جرار فارغة) تنتظر لوحدها مع بعضهم القليل، فبعد وضع إعلان على مؤسسة توزيع الغاز المقابلة للتوكيلات الملاحية، بمنع توزيع أسطوانات الغاز المنزلي بدءاً من يوم السبت، انفرط الناس من الطوابير لأعمالهم والتي كانت كحبات عقد لف الوثاق على المؤسسة لأيام، وانحل رباطهم ولم تنحل مشكلة انقطاع الغاز عن بيوتهم وفكت قيودهم وأيديهم ليتركوا المكان بعد ساعات انتظار طوال ولم تفك عقد وسلاسل قيدوا جرار الغاز مع بعضها على أنابيب الماء، ومنهم من بقي صامداً وجالساً عليها ويتطلع إلى باب المؤسسة وكله أمل أن يدور دولاب حظه ويفتح باب نصيبه بفوز عظيم جائزته (جرة غاز) ..

بائع فول في ذهاب وإياب على باب المؤسسة كما غيره الكثير، وهو الذي ربط جرته مع جرار لجيران ومن قصد المكان بسلاسل عريضة خشية فقدانها إن ترك المكان لأجل أمر، قال: أنا هنا لم أبارح المكان منذ يوم الخميس، أذهب قليلاً لأطمئن على صغاري وسرعان ما أعود، حتى أن عملي توقف ولم أعد أستطع بيع الفول، والحقيقة ليس عندي قدرة لشراء (جرة) من السوق السوداء وتابع: بعد كل هذا الانتظار يلصق هذا الإعلان الذي يقصم ظهرنا بأنه لا يوجد هنا توزيع بعد اليوم لغير الصناعيين، وتوزيع الغاز المنزلي عند أصحاب الرخص، على هذا يكون علينا أن ندور بجرة الغاز عن مركز بيعه.. آه أين أنت يا فيروز اشتقنا لصوتك..
(وشو بعدك ناطر) يرد مثلي الكثير هؤلاء جميعهم لم يصدقوا وكلنا أمل بفتح باب المؤسسة وتوزيع الغاز، أما الطفل أحمد فهو يتناوب مع والده الوقوف إلى جانب (جرة الغاز) الفارغة وكان يوم الخميس قد أحجم عن الذهاب إلى المدرسة، لكنه غداّ بالتأكيد سيذهب فالوقوف هنا لم ينفعه، لكن وقوفه بين رفاقه في المدرسة ونيله علاً بالتأكيد هو نافعه.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار