الوحدة : 16-1-2024
مازالت رحلة البحث مستمرة عن جواب شافٍ، يفسّر قدرة الإنسان السوري على العيش، والاستمرار في الحياة…
ننام على سعرٍ جديدٍ للمحروقات، ونستيقظ على لهيب أسعار يحرق الأخضر واليابس، وما إن تمرّ من جانب مطعم (شاورما) على سبيل المثال، حتى تُصاب بالدهشة، من كلّ هذا الازدحام…
في اليوم الأخير من عام 2023، تراجع سعر الفروج الحيّ (بضع ليرات)، فكان هذا كافياً لسقوط أسباب الامتناع عن شرائه لدى قسم كبير من العائلات، (فرحين بما آتاهم الله من فضله)، تماماً مثل الفرح بـ (ربع ساعة كهرباء) تشوبها الكثير من الأعطال، في جوّ عاصف، وأمطار غزيرة، غمرت جزءاً كبيراً من سهل عكار في محافظة طرطوس خلال اليومين الماضيين!
لا مازوت تدفئة إلا ما ندر، والتصريحات الرسمية تقول إن نسبة التوزيع تجاوزت الـ 60%، وغالباً، وإن بلغت نسبة التوزيع 90% فإن منحوسين، تنتمي لهم أنت وأنا، سيبقون خارج المستفيدين، والحلّ أن يكون هناك اتفاق بيننا وبين الطبيعة، أن تؤجل بردها وأعاصيرها إلى أن نحصل على الـ 50 ليتراً من المازوت!
في حضرة الحياة السورية، وفي كلّ يوم جديد، هناك حكاية وجع جديدة، وبما أنّ (المسعّرين) أو حماة المستهلك لم يتصدّوا لارتفاع أسعار الدواء، فلن ننتظر منهم أن يكونوا سبباً للدفء في حياتنا…
وطالما أن سعر (البيضة) فوق الألفي ليرة سورية، فدعاء أهل الريف هذه الأيام أن يستمر موسم الهندباء والخبيزة وغيرهما مما تنبته الأرض، ويتنافس عليه الإنسان والحيوان، لأن علف الأخير أكثر غلاء من غذاء الإنسان!
باختصار، حياتنا تحكمها الفوضى من جميع الاتجاهات، والحلول غير منظورة، ولا أفكار مطروحة ولو لحلول بعد سنة أو أكثر..
كلّ شيء يوحي بالمزيد من الوجع، حتى تنبؤات المشعوذين لم تحمل أي رائحة أمل وخير للناس في 2024، وكل عام وأنتم بألف خير!
غانم محمد