الوحدة : 16-1-2024
تقول أسطورة يونانية قديمة: إن فتى جميلاً اسمه (نرسيس) عشق صورته على صفحة الماء وانشغل بها، فنزل كي يحتضنها فغرق ومات ونبتت مكانه زهرة النرجس لتظهر كل ربيع.
والنرجسية تعني أن الشخص غير ناضج انفعالياً: فعندما نكون صغاراً نحب أنفسنا، وحين نكبر نحب الآخرين وتكون لنا اهتمامات بغير حاجاتنا وملذاتنا الشخصية، والإنسان غير الناضج يثبت انفعالياً عند هذه المرحلة ويظل محصوراً فيها، فيتنصل من المسؤولية ويكتفي بحب نفسه دون الناس، ولأنه أناني قليل الخبرة يغالي في تقدير نفسه وصفاته.
والنرجسية في مصطلحات التحليل النفسي: نرجسية أولية للأطفال، ونرجسية ثانوية للكبار ويصاب بها المذهون، وخاصة مرضى الفصام ويعيش الفرد في عالم من أوهام العظمة يرضي بها حاجاته.
وتختلف النرجسية عن الأنانية التي تتوجه إلى تقدير الأشياء بحسب قيمتها للأناني أو ما يفيد منها، بينما النرجسية هي حب الذات وقد يقال إنها عشق للذات،
والنرجسية بخلاف العجب حيث إن العجب نوع من التقدير المبالغ فيه للذات والإعجاب بها وبما يصدر عنها إلى حد الادعاء وقد يوله الفرد نفسه كما في بعض حالات الفصام، وقد يصل به الأمر إلى عبادة ذاته وتأليهها.
ويمكن أن يدرج كل ما سبق فيما يسمى الشخصية النرجسية وصاحبها أناني شديد العجب بنفسه والاعتزاز بها، وما يقوم به يرقى إلى الأوهام بقيمته وتفوقه فيرى أن حقه هو أن يكون له امتيازات وأن يأخذ من دون عطاء.
لمي معروف