التعلّم المتمازج .. نواة تعليمية مجتزأة هل تعمم؟ عــمل تفـاعلي ينمـّي قدرات الطالب

العدد:9281

الاربعاء 30 – 1 – 2019

 

تطور الأداء والنهج التعليمي يعكس حالة إيجابية لدى الطالب، والمجتمع ككل وهذه المسألة كانت حاضرة في السياسة التعليمية ما قبل الأزمة السورية حيث تم طرح العديد من الأفكار التي تساهم بنقلة تعليمية متميزة للطلاب القادرين على التعامل مع هذا النهج وتوقفت الفكرة لتظهر من جديد ضمن خطط الوزارة باختيار شعب صفيّة في بعض المحافظات لتشكيل نواة تعليمية بخصائص وآليات عمل متطورة لتحقيق ما تهدف إليه المناهج التربوية المطوّرة لإذكاء روح الابتكار في نفوس الطلبة والإبداع في العقول وتنمية الاتّجاهات الإيجابية ومهارات التفكير الناقد والإبداعي.
فماذا عن هذا المكوّن العلمي وإلى أين وصلنا في تطبيق خطة التعليم المتمازج التي بدأت هذا العام بآليات ووسائل مختلفة عن التعليم الآخر؟.
بداية كان لنا حوار مع رئيس دائرة المعلوماتية لمعرفة الهدف من التعلّم المتمازج كيف يطبق من يقوم بالإشراف عليه ووجه الخلاف والاختلاف ما بين التعلم والتعليم؟.

مزيج الالكتروني والتقليدي معاً
وقد بيّن المهندس نبيل موسى أنّ فكرة التعلّم المتمازج مزيج ما بين التعلّم الالكتروني والتقليدي معاً، وهذا المشروع بدأ العام الحالي في محافظة اللاذقية بمدرستين رفيق اسكاف للصف السابع باللاذقية وتجمّع الشهيد صالح محمود للصف العاشر بجبلة ويعتمد على برنامج LMS»» واستخدام النسخ الحديثة من برنامج المودل التي تسهّل عملية التعلّم وتواصل الطلاب مع بعضهم ومع مدرسيهم وجعل المعلومات ثابتة مترسخة في ذهن الطالب من خلال مهارات استخدام التكنولوجيا والعمل على إيجاد حلول وتصميم وسيلة تعليمية مباشرة.
وعن الفكرة وكيف بدأت، أوضح م. موسى أنها موجودة قبل الحرب على سورية، وقال: كنا متّجهين نحو المدرسة الالكترونية والدوام الواحد وبعد الأزمة لم نقف بالمشروع تماماً حيث تم إنشاء نواة للتعلّم المتمازج في عدة محافظات للوقوف على الصعوبات وآليات التطوير التي يجب اتباعها لينطلق المشروع بشكل أقوى وأكثر ثباتاً، وسنتابع مع الطلاب نفسهم في الصفين الثامن والحادي عشر بالآليات والطرق ذاتها.

الطلّاب أكثر تفاعلاً في الحصة الدرسيّة
داخل شعبة التعلم المتمازج للصف السابع في مدرسة رفيق اسكاف التقينا مشرف الشعبة داخل قاعة المراقبة الأستاذ عبد الكريم قوّاف للحديث عن آليات التدريس الحديثة فقال:
في شعبة التعلّم المتمازج قاعتان: الأولى للدراسة والثانية للمتابعة ومراقبة سير العملية التدريسية من خلال مدرّس المادّة ومدرّس الكمبيوتر للتحكم بالأجهزة في القاعة الدراسية.
وأضاف: نعتمد في هذه البيئة الالكترونية على مدرّسين مؤهلين مدرّبين على هذا النموذج من التعليم التفاعلي والتعاوني المعتمد على طرائق متنوعة منها المجموعات والمناظرة والكرسي الساخن بالإضافة لمشروعات «كالمسرحية والأغنية والمشروع» تعطى للطلّاب حسب ميولهم وتقدم بطرق مختلفة متابعة من المدرس وفق خطة مجدولة زمنياً لتذليل العقبات.
القاعة تضم 32 طالباً، مجهّزة بكل وسائل التقنيات التعليمية الحديثة من السبورة التفاعلية ووسائل إيضاح متعددة إضافة لمشاريع الطلاب المنفذّة خلال العام، والطلّاب أكثر نشاطاً وتفاعلاً في الحصة الدرسية، توقفنا عند آرائهم فلمسنا تقبلهم لهذا النوع واندماجهم به، وبعضهم تحدّث عن سرعة في تلقّي المعلومة وتحديث في مفهوم التعلّم اختصار الوقت في الدراسة بعيداً عن الملل والرتابة والوظائف اليومية.
أمّا المدرّسون فكانت الحالة التفاعلية عندهم مختلفة عن التعليم التقليدي حيث أوضحت المدرسة أنعام ديوب (لغة عربية) أن التعلّم بالمتمازج فيه متعة واكتساب مهارات للطالب يكون فيها فاعلاً في المجتمع، فالتعلّم عبر المجموعات تنمي شخصية الطالب وتكشف مواهبه وميوله.

ليس إنصافاً تطبيقها على بعض دون كل
* ملك صالح مدرّسة لغة انكليزي رأت أن التجارب المجتزأة لا تعطي فكرة واضحة عن الهدف، فدراسة البنى التحتية وتوفير كافة مستلزمات العملية التعليمية هو ما يجعلنا ضمن أجواء هذه النواة وليس إنصافاً أن تطبق على مجموعة دون الكل.
* زينب يوسف مدرّسة رياضيات قالت: إنه عمل تعاوني يكسر حاجز الخجل عند الطلاب وتحديداً في هذا العمر والتعلم المتمازج في الرياضيات يعتمد على عمل الثنائية ويراعي كل حالات وأنماط المتعلم والتفاعل عبر وسائل تكنولوجية حديثة بين الطالب والمدرس.
من خلال الاطّلاع على الآراء والتجارب والواقع الصفّي والتجهيزات التقنية واختيار الطلاب النموذجيين توصّلنا إلى أن هذه التجربة تشكّل (نواة) حالة علمية متطوّرة في مجال التعلّم، وهذا ما كانت تصبو إليه الحكومة منذ سنين ربما من خلال اطّلاعها على تجارب الدول المتطورة.
ويبقى السؤال كم نستغرق من الوقت والجهود والإمكانات المادية والعلمية لتخريج دفعات اعتمدت هذا النوع من التعلّم؟وهل العقبات القائمة أمام الحالة التعليمية بالشكل العام والتمازجية بالشكل الخاص ستساهم في الوصول إلى تحقيق الهدف؟، إذ إنّ غياب الوسائل المساعدة قد تكون أحد الأسباب المعرقلة لهذه التجربة وربما يكون للوزارة رؤية بتوسيع هذه الدائرة في السنوات المقبلة علّها تشمل معظم المدارس ليكون الطالب أمام وسائل حديثة تعتمد الاستقراء والاستنتاج وتشغيل العقل بطريقة تساعده على فهم المعطيات القائمة بعيداً عن التكرار والحفظ والحشو وضخامة المناهج وغيرها من الشوائب التقليدية التي تعطل الذهن بدلاً من المساهمة في خلق حالة إبداعية.
نحن بانتظار نجاح التجربة للتخفيف من عبء التعلم على الطالب والأسرة معاً.

سهى درويش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار