الدعم النفسي.. متى وكيف؟

العدد: 9281

30-1-2019

مشكلات الحياة تنعكس على الأفراد وتؤثر فيهم، والدعم النفسي ضرورة وحاجة ومسؤولية مجتمعية، وأحد أشكال الدعم الوقائي والمعنوي، واستجابة إنسانية داعمة للأشخاص الذين يتعرضون لسيل كبير من المشاكل الاجتماعية والضغوط النفسية التي خلفتها الحرب والمعاناة والأضرار من خلال تعرضهم للصدمات، عبر مجموعة من الخطوات التي تساعدهم بالتعبير عن انفعالاتهم بطريقة آمنة واستعادة السيطرة عليها، وكي لا تتطور انفعالاتهم، وأوضاعهم إلى ما هو أسوأ.

الدعم النفسي يساعد على حماية النفس البشرية من الاضطرابات اللاحقة للأزمات والحروب من نزوح وانعدام الخصوصية في مراكز الإيواء وتشتت الأسر، عن طريق بناء الشخصية وزيادة الثقة بالنفس، ورفع الوعي بأثار العنف على الأفراد والمجتمعات، والدعم النفسي الذي يقدمه الإنسان لأخيه الإنسان ليجعله قوياً في وجه المصائب والمصاعب والإحباطات والتهديدات التي يتعرض لها، يتم تقديمه منذ حدوث الصدمة والتشخيص المبكر للحالة ليساهم في سرعة المعالجة والتخفيف من الآثار، ويتطلب مهارة ومعرفة وقدرة على إيصال المساعدة للناس المنكوبين بالشكل الأمثل وفي هذه الإمكانيات المتاحة ويتم تقديمه من قبل أطباء وخبراء بالصحة النفسية.
الدعم النفسي يختلف بين الكبار والصغار والنساء، ويتم تقديمه لمساعدة الإنسان في التكيف مع الظروف المختلفة وإكسابهم المهارات لحل المشكلات والتغلب على مصاعب الحياة وخاصة للناجين والمهاجرين والنازحين عبر تقديم الإرشادات والتوجيهات اللازمة وتقديم العون للمصابين وافتتاح دورات تنمية بشرية لبناء الثقة بالنفس وتعزيز قدرات الذات، وتحفيز وإدارة المشاعر، وتغيير العادات وتنمية مهارات التواصل والتلاؤم مع المحيط للخروج من حالات الضغط والتوتر والاكتئاب والحزن والإدمان على الكحول والمخدرات.
من حق الإنسان أن يحزن ويقلق ويضجر ويعبس ويثور على ما يؤلمه في الحياة ويعذيه وينكد عيشه ويؤذيه، لكن الحياة ستستمر وعلينا أن نبتسم للقادم من الأيام بِبشْر ورضا على حوادث الدنيا وأمور القضاء، وأن نبحث عن الإيجابيات وبقعة الضوء في كل شيء مهما كان بغيضاً.

منى الخطيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار