خفايا أزمة. .

العدد: 9281

30-1-2019

استفاقت فجراً على صوت عصفور يزقزق طالباً النّجدة!!

تعوّدت أن تنام وتستفيق على أصوات صارخة بين أزيز رصاص وانفجار هاون وصواريخ شؤم تنهال بطيش في كلّ مكان!
انتهت من تحضير قهوتها وشاءت أن تشارك هذا العصفور وحدته على شرفة منزلها الكائن في حيّ عكرمة بحمص.
جلست على كرسيّ جانبيّ في زاوية شرفة البيت تتمتع برؤية العصفور اللاجئ الذي احتمى يركن إلى الزاوية الأخرى من شرفة البيت!!
تناولت فنجان قهوتها ومع أوّل رشفة راحت تستذكر ماضيّاً جميلاً كان يجمعها وعائلتها التي غابت بين قتل وذبح وتهجير.
وضعت الفنجان مع أوّل تنهيدة متثاقلة، نظرت إلى البعيد البعيد، وسمعت من بعيد بعيد صيحات مشبوهة!! حملت فنجان قهوتها وهي ترتشف ما بقي منه ومن ذكريات!!
لاحت لعينيها قنّاصات، فهرولت ولم تسعفها سرعتها لتسلم منها!
سال الدم مع قهوتها، غرق العصفور اللاجئ، وانتهى كلّ شيء، ولم يهزم الزمان!!

د. سحر علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار