الشاعر فؤاد أسود.. العقل والمنطق عكازا كل إنسان

الوحدة:17-12-2023

الشعر يولد مع الشاعر فأكثره فطرة، يسكن القلب والروح والذاكرة… التقينا الأستاذ فؤاد أسود – إجازة في اللغة العربية وآدابها في السطور الآتية ليحدثنا عن شعره:

*بداية، حدثنا عنك كمعلم وشاعر؟
المعلم رجل حكيم يقيس المسافات خطوة خطوة،ولا يسير من دون عكاز. وعكازه العقل والمنطق. يمد قدميه على طول بساطه يأكل ويشرب وينام، ويفنى..والشعر امرأة في أعماقها يسكن طفل صغير تخفيه في قلبها الأبيض وعينيها الحالمتين، ولكنها لا تسير على طرقات الحياة إلا بكعبين عاليين
وإن عشقت تنهمر على صحراء القلب كالمطر، فتحيله جنة خضراء، تكره الساعات والدقائق والمواعيد.. تأتي بلا موعد وتنصرف متى تشاء، لكنها وفية لا تخون تعرف بانتظارها ومهما طال غيابها ستعود.
* كيف ومتى بدأت الشعر؟
قد يعرف هذا القلب متى يفور بركان هناك ومتى يضرب زلزال هنا، ولكنه من المستحيل أن يعرف أو يخمن متى يهبط الإلهام ومتى يعرج؟ لذلك أفتح أبواب قلبي وأنتظر هبوب الرياح الشعرية.
* ما الفرق بين طريق الشاعر وطريق المعلم ؟.
في طفولتي وأنا أحبو على طريق الشعر كنت أثق أنه مفتاحي وجواز سفري إلى مدائن الثراء والكنوز والحياة الرغيدة. كنت أراه مارداً قادراً على بناء القصور واستخراج الياقوت واللؤلؤ والمرجان من أعمق أعماق البحار، واكتشفت أنه مارد بالفعل، لكنه مارد من دخان عاجز وضعيف لم يقوَ طوال ثلاثين عاماً أن يحضر مشطاً لشعري الأشعث
أو حذاء لطفلتي الصغيرة ولا هدية لحبيبتي، كان يأتي دائماً فارغاً.
أما المعلم فقلب من هشيم ونار، يحترق لينير دروب الآخرين. ويذوي في ركن معتم مظلم. يتحدث عن خيرات الوطن وثروات البلاد ويفتح باب ثلاجته ليقضم الماء والقهر والجليد، يتحدث عن الأخلاق والقيم والمثل العليا وأفضل طلابه شارد يحدق في حذائه المهترئ وجيبيه الفارغين.
* أي طريق تفضل ؟
عندما يطرح هذا السؤال أهوي على مقعدي كفلاح على كومة قش وأنبش من خاصرة الذاكرة سؤالاً قديماً كان يطرح:أيهما تحب أكثر أباك أم أمك؟
* ما هي أعمالك الأدبية؟
تداعيات على شطآن الذاكرة.. ديوان شعر ..دار المرساة ٢٠٠٨
أنت وحيدة مثلي (مطبوع)
مالحنا الملك ( مسرحية)
بشرى سارة (مسرحية)
بابا احك لي حكاية ( قصص من التراث).
*كلمة أخيرة لمن توجهها؟
أختلف عن زملائي بكلمتي التي سأوجهها للشعر:
أنا وأنت صحبنا بعضنا لسنوات طويلة، وحان الوقت ليخون أحدنا الآخر ولأنني أعرفك جيداً.. وفياً كجرو صغير، إن رميتك من الباب عدت من النافذة سأقتلعك من حياتي كما يقتلع الشوك من أصابع الكادحين وإياك أن تطرق أبواب قلبي.
من إحدى قصائده، نقتطف هذا المقطع:
وتطل أنوار هناك وها هنا
تملأ فؤادي بالسعادة والهنا
وأسرح البصر البعيد إلى المدى
فأرى نجوماً لامعات كالمنى
وكأن شيئاً قد تغير في دمي
أو أن لطف الله مني قد دنا.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار