كلام في الفنّ

العدد: 9280
الثّلاثاء 29-1-2019

ما من مجتمع من المجتمعات إلا ويحتفظ ببعض من فنونه التقليدية الخاصة به، أو رسوم وصور وحالات وظواهر، تحمل في شكلها ومضمونها علامات ورموز دالّة، لها معناها في ثقافتها، وتشكيلها الجمالي مهما تعددت وتنوّعت، خاصة ببيئتها ومكان خلقها.
الفن- كما جاء في المعجم الفلسفي (هو نشاط خلّاق، يعكس الواقع ويجسد نظرة الإنسان الجمالية إليه من خلال إبداع صور فنية، وثمة أنواع مختلفة من الفن، فمنها ما يصور ظواهر الحياة تصويراً مباشراً، ومنها ما يعبّر عن حالات الفنان العاطفية الفكرية).
بالعودة إلى ما ذكرته بداية، فإنَّ الفنون التقليدية، تتميز بأهمية ارتباطها العضوي وأصالتها بمفهومها الاجتماعي والروحي والجمالي والاقتصادي في مجتمعها، وهي إبداع متعدد ومتنوّع الأشكال والصور والحالات، تعكس وعياً جماعياً لمفاهيم وقضايا ومسائل حياتية وجمالية متعددة ومتنوّعة في الشكل والأسلوب والدافع.
لهذا النوع من الفنون دور مهمّ يلعبه في مجتمعه بما يخلق من أجواء عاطفية وفكرية جمعية ويقوّيها في المناسبات والمواقف الاجتماعية العامة، كما يُرسخ القيم والعادات والمثل الأخلاقية، وهذا كله يتمثل في خدمة المجتمع ونفعه بما يقوم به من دور مادي أو معنوي، تربوي وتثقيفي، بحيث تكون هذه الفنون منسجمةً مع النمط الفكري والحضاري السائد بشكل طبيعي.
يبقى للفنون التقليدية العريقة أصالتها ومدلولها الاجتماعي العميق في مختلف الأزمنة وتغيّر الأمكنة.

بسام نوفل هيفا

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار